متى يبتعد الزوج عن زوجته ؟ أسبابٌ تهدّد جسر المودة بينهما

بقلم : أيمن شاكر
رئيس قسم الأدب
العلاقة الزوجية كالنبتة الرقيقة ؛ تحتاج إلى رعايةٍ مستمرةٍ كي تزدهر ، لكن بعض السلوكيات قد تُحوّلها إلى أرضٍ جافةٍ تُنذر بالانفصال . ومن أبرز هذه السلوكيات ” العناد ” ، الذي يُعتبر عدوًّا لدودًا لـ ” الأنوثة ” ووئام الأسرة .
فما الذي يدفع الزوج إلى الابتعاد عن زوجته ؟ وكيف يُشكّل العناد نقطة تحوّلٍ خطيرة في مسار الزواج ؟
عندما تتصادم الأنوثة مع الصلابة ؟
المرأة ” العنيدة ” تحمل في سلوكها بذورًا ذكوريةً تتنافى مع طبيعة العلاقة التكاملية بين الزوجين. فـ الرجل بطبيعته يبحث عن التوازن العاطفي ؛ أنثى تُلطّف صعوبات الحياة بِلِينها ، لا أن تُضاعفها بصلابة رأيها ، فحين تدخل المرأة معركة ” الكلمة مقابل الكلمة ” وتتشبث بمواقفها دون مراعاةٍ لمشاعر الشريك ، تتحوّل الحياة الزوجية إلى ساحة حربٍ يومية .
هنا يبدأ التباعد ، لأن الرجل يشعر بأنه يعيش مع ” خصم ” يُهدّد استقراره النفسي ، لا مع “شريك” يُشاركه بناء مستقبله .
العند كـ ” إسفين ” يفكّك جبال الحب
مهما بلغ جمال المرأة أو مكانتها في قلب زوجها ، فإن التمسك بالرأي دون حكمةٍ يُذيب حتى أعمق المشاعر .
تخيّل أيها القارئ الجميل أن تصل الخلافات البسيطة حول ترتيب المنزل أو تربية الأبناء إلى حاله من الجمود العاطفي ؛ حيث يُصبح كل طرفٍ سجين رأيه ، هذا النمط من التفاعل يُرسل رسالةً ضمنيةً للزوج بأن زوجته تُفضّل ” انتصارها ” على ” سعادتهما معًا ” ، مما يُولّد شعورًا بالغربة حتى في لحظات القرب .
لماذا يُصبح العناد سببًا للابتعاد ؟
١- الرجولة المُهدَّدة : يشعر الرجل بأن عناد زوجته يُقلّل من قيمته كشريكٍ قادرٍ على القيادة والحماية ، خاصةً إذا كان عنادها غير مبررٍ أو مرتبطٍ بأمور ثانوية .
٢- فقدان الشعور بالأمان العاطفي : الحياة الزوجية تحتاج إلى مساحةٍ من التسامح ، والعناد يُحوّلها إلى سلسلةٍ من الاختبارات اليومية التي تستنزف الطاقة.
٣- الرغبة في الهروب من الصراع : يلجأ الرجل إلى الابتعاد كـ ” ميكانيزم دفاع ” لتجنّب الاستقطاب الدائم ، خاصةً إن لاحظ أن الحوار معها أشبه بمحاولة كسر جدارٍ إسمنتي.
ما هى ” الأنثى” التي يبحث عنها الرجل ؟
العبارة الشهيرة ” الرجل يريد أنثى في بيته ، لا رجلًا آخر ” تلخّص فلسفةً عميقة . فالرجال عمومًا لا ينفرون من قوة المرأة ، بل من تحوّلها إلى نسخةٍ مُكرّرةٍ من شخصياتهم .
فالأنثى الحكيمة هي التي تعرف متى تُصارح برأيها بلباقةٍ ، ومتى تترك مساحةً لشريكها كي يُعبّر عن رجولته ، هذا لا يعني التنازل عن الحقوق ، بل إدراك أن الزواج فنٌّ قائمٌ على التوازن بين الحزم والمرونة.
وختاماً …
الابتعاد ليس قرارًا لحظيًا ، بل تراكمًا لمشاعر الإحباط عندما تفقد العلاقة روحها الأنثوية الدافئة . العناد غير المبرر ليس دليل قوةٍ ، بل مؤشّرٌ على ضعف التواصل العاطفي ،
فالزواج الناجح يحتاج إلى امرأةٍ تعرف أن ” الأنوثة ” الحقيقية ليست في الضعف ، بل في الذكاء العاطفي الذي يحوّل الخلافات إلى فرصٍ لفهم الآخر ، لا إلى معارك تُدفَن تحتها المودة .
سنلتقى إن كان فى العمر بقيه