مشاهير

الشهيد البطل الطاهر محمد محمد الطاهر إسماعيل.. أيقونة الشرف والتضحية في جهاز الشرطة المصرية

 الشهيد البطل الطاهر محمد محمد الطاهر إسماعيل.. أيقونة الشرف والتضحية في جهاز الشرطة المصرية

في صفحات المجد الوطني، يُسطر الأبطال أسماءهم بمدادٍ من نور ودماء، ويظل الشهيد البطل الطاهر محمد محمد الطاهر إسماعيل واحداً من هؤلاء الرجال الذين جسّدوا بأفعالهم أعظم معاني التضحية والفداء.

ولد الشهيد البطل في 12 نوفمبر 1980 بقرية البكارشة، مركز صان الحجر، محافظة الشرقية، ونشأ على قيم الرجولة والانتماء للوطن، حتى التحق بجهاز الشرطة المصرية، ضمن الإدارة العامة للمرور، حيث كان مثالاً في الالتزام والانضباط، وتقلّد مسؤولية أحد المواقع الأمنية الهامة على طريق مصر – الإسماعيلية الصحراوي، وتحديداً عند كامين الكيلو 105

وفي صباح الثالث من نوفمبر عام 2013، وأثناء قيامه بواجبه في حماية المواطنين وتأمين الطريق الحيوي، تعرّض الكمين لهجوم غادر من عناصر تكفيرية مسلحة، ورغم المفاجأة، لم يتردد الشهيد في الوقوف في الصفوف الأولى، مدافعًا عن زملائه، وأرض الوطن، بكل شجاعة وثبات. ورغم كثافة النيران، أصرَّ على المواجهة حتى الرمق الأخير، ليسقط شهيدًا في ميدان الشرف، بعد أن واجه الموت بوجه ثابت وقلبٍ لا يعرف الخوف.

كان يؤمن أن حماية الوطن ليست وظيفة، بل رسالة مُقدسة يحملها على عاتقه حتى آخر لحظة في عمره.

لم يكن الشهيد البطل ينتظر تكريمًا أو تقديرًا، بل كان يرى أن خدمته لوطنه هي شرفه الأكبر، وأن الدفاع عن مصر واجب لا يُساوم عليه.

لقد وقف صامدًا في وجه الإرهاب، متحديًا الخوف، رافعًا راية الشرطة المصرية التي لم تنكسها رصاصة، بل رفعتها دماءه الطاهرة.

في وقتٍ يهرب فيه الجبناء، تقدَّم هو الصفوف، حاملاً روحه على كفه، مقبلًا غير مدبر، حتى سقط شهيدًا محتسبًا عند الله، بطلًا في زمن قلّ فيه الأبطال.

الشهيد الطاهر، لم يمت، بل انتقل من حياة إلى حياة، ومن خدمة الوطن في الأرض، إلى شرف الشهادة في السماء، حيث لا خوف ولا تعب، فقط المجد والخلود.

وإيمانًا بدوره العظيم، نال الشهيد البطل تكريمات رفيعة من الدولة، شملت رئاسة الجمهورية، ووزارة الداخلية، وقد كرّمه كل من السيد الرئيس عبد الفتاح السيسي، والمستشار عدلي منصور، والدكتور رضا عبد السلام، اعترافًا ببطولته وتفانيه.

وقد ترك خلفه ابنَيه سيف وندى، ليحملا اسمه بفخر، وليكونا رمزًا لإرثٍ عظيم من الكرامة والعطاء.

سيف وندى، أبناء الشهيد، لا يرثان اسم أبيهم فقط، بل يرثان بطولة وفخرًا لا يزول، وتاريخًا من الشجاعة تكتبه الأجيال القادمة.

سلامًا عليك أيها الشهيد البطل، يوم ولدت، ويوم رحلت في سبيل الوطن، ويوم يُبعث الشهداء أحياءً عند ربهم يُرزقون.

ستظل ذكراك خالدة في وجدان مصر، ودماؤك الطاهرة ستبقى شاهدًا على أن الوطن لا يُبنى إلا بتضحيات الأبطال

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى