“عسجد المادح” تحقق نجاحًا استثنائيًا في برنامج “بديل المدرسة” دعماً للنازحين السودانيين في مصر
بعد مرور عام كامل على إطلاقه، أثبت برنامج “بديل المدرسة”، الذي أسسته وتديره المعلمة السودانية عسجد المادح، نجاحًا كبيرًا في تقديم نموذج تعليمي فعّال ومبتكر، يستجيب لاحتياجات الطلاب السودانيين النازحين إلى مصر بعد اندلاع الحرب في السودان.
البرنامج، الذي يشمل كل المراحل الدراسية من رياض الأطفال حتى المرحلة الثانوية، جاء استجابة للأوضاع الإنسانية الصعبة التي يعيشها آلاف الأسر السودانية في مصر، خاصة بعد فقدان العديد من الأطفال لآبائهم وأمهاتهم، وانقطاعهم عن التعليم النظامي. وبدلاً من ترك هؤلاء الأطفال يواجهون مصيرهم المجهول، قدمت عسجد المادح رؤية تعليمية مرنة ومجانية، تراعي الظروف القاهرة التي يمر بها الشعب السوداني.
يعتمد البرنامج على أساليب تدريس حديثة، تركز على التفاعل والمشاركة وتنمية المهارات العملية، بدلًا من الحفظ التقليدي. كما يتم توفير الكتب والمقررات والدروس مجانًا، خاصة للطلاب الذين فقدوا أحد الأبوين أو كليهما بسبب الحرب، في بادرة إنسانية نالت إشادة واسعة من أولياء الأمور والمجتمع المدني.
ووفقًا للتقارير التقييمية، فقد أظهر البرنامج نتائج مبهرة، حيث تحسّن أداء الطلاب أكاديميًا، وازدادت ثقتهم بأنفسهم، كما نجح البرنامج في خلق بيئة آمنة ومحفزة للتعلم رغم التحديات. كما أثمر عن بناء مجتمع تعليمي متماسك يحتضن الأطفال من خلفيات مختلفة، ويعزز لديهم قيم التعاون والاحترام والأمل.
وقالت عسجد المادح: “التعليم حق للجميع، خاصة في الأزمات. ما نقوم به هو أقل واجب تجاه أطفالنا، الذين يمثلون مستقبل السودان.” وأشارت إلى خطط مستقبلية لتوسيع البرنامج ليشمل مناطق أخرى داخل مصر، بالتعاون مع منظمات إنسانية وتعليمية.
