مشاهير

أيمن شاكر يكتب : زلزال إيراني في تل أبيب : ضربة في قلب العقل الاستخباراتي الإسرائيلي وإعادة رسم معادلة الصراع

بقلم الكاتب أيمن شاكر
رئيس قسم الأدب ✍🏻

في ضربة مدوية هزت أركان الكيان الصهيوني، نجحت إيران اليوم في توجيه ضربة حاسطة ومحكمة لأحد أخطر المواقع الأمنية في إسرائيل. فقد استهدفت صواريخها مقر الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية في “غليلوت” شمال تل أبيب – نقطة مركزية في المنظومة الأمنية للكيان.

🩸لماذا هذه الضربة بالغة الخطورة ؟

* قلب العقل الاستخباراتي : المقر المستهدف ليس مجرد مبنى عادي. إنه حجر الزاوية في منظومة الأمن القومي الإسرائيلي، ويضم القيادة المركزية للوحدة 8200 الشهيرة.
* وحدة 8200 : عين إسرائيل الإلكترونية :
هذه الوحدة التابعة لـ “أمان” (شعبة الاستخبارات العسكرية) هي المسؤولة عن:
* التجسس الإلكتروني على أعداء إسرائيل.
* جمع المعلومات الاستخباراتية من الإنترنت.
* عمليات التنصت الشامل.
* تحليل البيانات الضخمة.
* اختراق أنظمة الخصوم.
* العدو الأول : إيران وحلفاؤها :
تُركّز الوحدة 8200 بشكل أساسي على مراقبة إيران وحزب الله وحماس وسوريا. لطالما كان هذا المقر حلماً للمقاومة لضربه، فهو العقل المُدبّر الذي يساعد في تحديد أماكن قياداتها وقدراتها. إنه مركز الأعصاب الاستخباراتي للكيان الصهيوني.

💧ارتباك ترامب : رسالة محذّوفة ثم اختفاء

تصاعدت حدة التوتر عندما نشر الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب على منصته “تروث سوشيال” تغريدة غامضة ومثيرة للقلق، حذّر فيها سكان طهران ونصحهم بـ”الرحيل”. الرسالة التي فُسّرت على الفور على أنها إنذار مسبق بقصف وشيك، أحدثت دوياً عالمياً. لكن المفاجأة الأكبر كانت عندما حذف ترامب التغريدة بعد نحو نصف ساعة فقط ، محاولته اللاحقة لتوضيح أنه قصد “حماية المدنيين” وليس التهديد بالضرب، سقطت في مهب الريح. سخرت حكومات ووسائل إعلام عالمية من تصرفه، ووصفته بـ”شبه المهرجين”، في حين ظلت نواياه الحقيقية – ودعمه غير المعلن لإسرائيل – لغزاً، خاصة مع تحرّك سفينة حربية أمريكية حاملة لأكثر من 50 طائرة مقاتلة باتجاه المنطقة.

🩸 الرد الإيراني غير المسبوق : قلب الموازين

لكن المشهد انقلب رأساً على عقب خلال الساعات التالية، حيث شنت إيران هجوماً متعدد الموجات وغير مسبوق في جرأته ومداه:

1- ضرب العاصمة : تل أبيب تحت النار : استهدفت الصواريخ الإيرانية قلب تل أبيب نفسها، بما في ذلك منطقة “غوش دان” الحيوية، حيث سقطت شظايا صاروخ على موقف حافلات مُحدثة دماراً كبيراً وتدميراً لعدة حافلات.
2- استهداف القواعد الحيوية :
تعرضت قاعدة “نيفاتيم” الجوية الإسرائيلية للقصف.
3- ضرب أجهزة الاستخبارات :
وردت أنباء عن إصابة مبنى جهاز “الموساد” في “هرتسليا” نتيجة سقوط صاروخ قريب منه.
4 – توسّع جغرافي :
امتد القصف ليطال 8 مواقع متفرقة على الأقل.
5- حيفا تحت أمطار الصواريخ :
تعرضت مدينة حيفا لقصف مكثف بالصواريخ والمسيّرات.
6- الضربة القاضية في غليلوت
التاج على رأس هذه الهجمات كان الضربة الدقيقة التي دمرت أجزاء من مقر الاستخبارات العسكرية في غليلوت، تحقيقاً للحلم الذي راود المقاومة لسنوات.

💧هجوم ثلاثي مركّب :
أكدت إيران تنفيذها للهجوم الثلاثي المركّب الذي وعدت به، مستخدمة لأول مرة مزيجاً قاتلاً من :

* الصواريخ الباليستية (طويلة المدى وقوية الانفجار).
* الصواريخ الجوالة (كروز) (تطير على ارتفاعات منخفضة وتتجنب الرادارات).
* أسراب المسيّرات (القادرة على التغلغل والتضليل).

🩸 التطهير الداخلي : ملاحقة الخلايا السرطانية

في تطور موازٍ بالغ الأهمية، كشفت طهران عن اكتشافها لاختراق كبير نفذه الموساد لأمنها الداخلي. وأعلنت عن تكثيف جهودها للقضاء على “الخونة والعملاء” داخل أراضيها، مؤكدة عزمها “التخلص من الخلية السرطانية التي أصابت البلد” خلال أيام قليلة.

💧الهدوء الذي يسبق العاصفة ؟

بعد ساعات من الضربات الإيرانية المتواصلة، لاح هدوء نسبي. لكن التقارير تشير إلى أن هذا الهدوء قد يكون استعداداً من كلا الجانبين، وخاصة إسرائيل، لهجوم قوي قادم قد يُعيد المنطقة إلى شفا الهاوية.

🩸التدخلات : وعود ومساعدات خلف الكواليس

رغم التصريحات الحادة من بعض الدول التي توعدت بالتدخل، لم تشهد الساحة حتى الآن تدخلاً عسكرياً مباشراً وفعلياً من أي دولة ثالثة. غير أن المساعدات غير المعلنة جارية، حيث تُقدّم الولايات المتحدة دعماً شاملاً لإسرائيل، بينما تظهر تقارير عن تقديم باكستان دعماً لإيران.

💧ورقة إيران الرابحة : مضيق هرمز

وفي جعبة طهران ورقة ضغط جيوسياسية ضخمة يمكن استخدامها في أي لحظة حاسمة : مضيق هرمز . هذا المضيق الحيوي ليس مجرد ممر مائي ؛ إنه شريان الحياة للطاقة العالمية:

* بوابة النفط الخليجي :
يعبر منه حوالي 20 % من إمدادات النفط العالمية يومياً.
* شريان حيوي : يعتمد علىه تصدير نفط السعودية، الإمارات، العراق، الكويت، وقطر بشكل أساسي.
* قنبلة اقتصادية موقوتة : أي تعطيل لحركة الملاحة فيه، حتى لو جزئي، سيُحدث فورياً خللاً كارثياً في أسواق الطاقة العالمية ويرفع أسعار النفط إلى مستويات قياسية، مُحدثاً زلزالاً اقتصادياً عالمياً.

💧 وأخيراً أيها القارئ الجميل :
المواجهة انتقلت إلى مرحلة جديدة وخطيرة. ضربات اليوم لم تكن مجرد رد ، كانت إعلاناً صارخاً عن كسر حاجز الخوف وإعادة رسم قواعد الاشتباك. دماء سالت في شوارع تل أبيب، وحطام مقر الاستخبارات في غليلوت شاهدة على عمق الجرح. العالم يراقب بقلق، والمنطقة على شفا بركان. ورقة هرمز تلوح في الأفق كشبح يهدد الاستقرار العالمي. السؤال الذي يطرح نفسه بقوة الآن :
هل نحن على أعتاب حرب إقليمية شاملة تبتلع الجميع ، أم سيكون صوت العقل هو الأعلى قبل فوات الأوان ؟
المصير معلّق على حافة صاروخ ، والشرق الأوسط كله يحبس أنفاسه أمام مجهول دامٍ تلوح شرارته الأولى في سماء الليل .

حفظ الله مصر وقيادتها وشعبها العظيم

سنلتقى إن كان فى العمر بقيه

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى