أيمن شاكر يكتب : هل هذا التأخير عقاب ؟ لا ، إنه لُطفٌ مذهلٌ لا تراه عيناك الآن

بقلم الكاتب الصحفى أيمن شاكر
رئيس قسم الأدب ✍🏻
هل وقفتَ يومًا أمام بابٍ أُغلق في وجهك ، أو حُلمٍ تأخر عنك ، وتساءلت بقلق : لماذا أنا ؟ أين لُطف الله ؟
توقف لحظة .. وتذكّر كلمةً نورانيّةً تُضيء الظلمة : ” الله معك ولطيفٌ بك ” نعم ! حتى في تلك اللحظة التي تشعر فيها باليتم الروحي ، والفراغ ، والانتظار المرهق .. الله هناك ، ينسج من تأخيرك معجزة ، ومن صعوبتك حكمة.
✨ لماذا قد يكون “التأخير” هو أعظم هدية ؟
تخيل أنك تريد قطف ثمرةٍ غير ناضجة .. سيكون طعمها مرًّا ، الله العليم بحالك ، يُبطئ تحقيق مُرادك لأنك لست جاهزًا بعدُ لحمله ، أو لأن الظروف من حولك لم تكتمل ، ربما تحتاج إلى درسٍ في الصبر ، أو مهارةٍ جديدة ، أو قلبٍ يُنقّيه الألم. ربما يحميك من شرٍّ خفيٍّ في طريق سُرعتك.
التأخير ليس نسيانًا .. بل إعدادًا لك ، أو للعطية التي تنتظرك ، كي تلتقيا في توقيتٍ يُذهلكما معًا !
🔥 وكيف تتحول ” المصاعب ” إلى بركات خفيّة ؟
لُطف الله لا يرتدي دائمًا ثياب الراحة ! أحيانًا يكون في صرخة الألم التي تُعيدك إليه ، أو في الفشل الذي يُعلّمك التواضع ، أو في الضيق الذي يكشف أصدقاءك الحقيقيين . هذه الصعوبة التي تُواجهك :
– مطرقةٌ تُشكّلك : تصقل إرادتك ، وتُعمّق إيمانك ، وتُخرِج منك كنوزًا من القوة لم تكن تعرفها.
– بوصلةٌ خفيّة : تُحوّل اتجاهك عن طريقٍ مظلمٍ لم تكن تراه ، إلى دربٍ من نورَ لم تكن تحلم به.
– رسالةٌ محبّة : أنا هنا ، أحميك ، لا تخف .. ثق بي حتى في العُسر .
🌟 الله معك .. فهل يليق بك أن ترتعب ؟
مصدر الطمأنينة ليس في تغيير الظروف ، بل في اليقين بأن يد الله تمسك بك في كل خطوة .
هو ليس إلهًا بعيدًا ، بل أقرب إليك من حبل الوريد . لطفه يسير معك في الضباب ، في الليل ، في حيرة الانتظار ، قد لا ترى خطواته ، لكنك ستلمس أثره في لحظةٍ لا تتوقعها.
🩸 كيف نعيش بلُطف الإيمان وسط التأخير والصعاب ؟
1- ارفض اليأس .. وأقبل الغموض الإلهي : استسلم لحكمة الله كما تستسلم لقوانين الطبيعة. الشمس تُشرق في وقتها لا وقتك !
2- حوّل انتظارك إلى “ورشة عمل روحية”: استثمر التأخير في تطوير ذاتك ، تقرّب إلى الله ، ساعد غيرك .. لا تُجمّد حياتك.
3- اقرأ ” رسائل ” الألم : في كل عثرة ، ابحث عن الرسالة : ماذا يُريد الله أن أتعلّم ؟ ما الذي يجب أن أُصلح في داخلي أو حولي ؟
4- اشكر الله .. حتى على ما لم تفهمه بعد : شكرك في الظلام هو أعظم دليل ثقة . وهو مفتاحٌ لخزائن رحمة الله.
5- تخيّل النهاية .. وثق أنها جميلة : الله لم يُخلقك ليعذّبك ! هو يُعدّ لك فرحًا سيهزّ كيانك . انتظره !!!!
فيا من تقرأ هذه السطور وفي صدرك غصّة .. يا من تُخفي دموعًا خلف ابتسامة .. يا من تنتظر إجابةً تاهت في زحام الأيام .. أصغِ جيدًا :
هذا الألم .. هو دليلٌ صامتٌ على أنك في مخبأ الله ، حيث يُعدّ لك ما لا عين رأت.
هذا الانتظار الطويل .. هو دليلٌ على أن عطيتك فريدة ، تستحق التأنّي والصقل.
هذه الصعوبة التي تُثقل كتفيك .. هي وشمٌ إلهيٌّ على قلبك ، يجعلك مميزًا بين الخلق.
فلا تملّ .. ولا تيأس ..
فوراء الجدار العالي .. حديقةٌ مُزهرةٌ تنتظرك.
ووراء كلّ ليلةٍ تظنّها لا تنتهي .. فجرٌ يهمس باسمك.
الله معك .. ولطيفٌ بك ..
فهل تكفيه ضامنًا ؟
سنلتقى إن كان فى العمر بقيه