أيمن شاكر يكتب : واشنطن هى اليد الخفية التي تحرك الضربات وتصنع الشرخ الإيراني

بقلم الكاتب الصحفى أيمن شاكر
نائب رئيس قسم الأدب ✍🏻
في كل ضربة تُوجّه إلى منشأة نووية إيرانية، أو اغتيال لقائد عسكري، تبرز إسرائيل كالمنفذ الظاهر، لكنّ الخيوط الحقيقية تمتد إلى واشنطن. هذه ليست نظرية مؤامرة، بل آلية عمل مُثبتة في تاريخ العلاقة بين الطرفين : إسرائيل تعمل كـ”ذراع تنفيذي” ضمن استراتيجية أمريكية أوسع ، فالضربات لا تُخطط في تل أبيب وحدها، بل تُرسم ملامحها في غرف العمليات بالبنتاغون، وتُعتمد بواسطة الـCIA. والهدف اليوم ليس الردع العسكري فحسب، بل إضعاف إيران حتى الانهيار من الداخل .
– الفصل الأول : إسرائيل “المستوطنة المتقدمة”.. من ينفذ ومن يأمر ؟؟
التنسيق غير المرئي : الوثائق والتصريحات تكشف أن إسرائيل لا تتحرك دون ضوء أخضر أمريكي . مثال على ذلك الضربة الإسرائيلية المحتملة على إيران حاليًا، والتي تزامنت مع إجلاء واشنطن لموظفيها من العراق، وتقييد تنقلات دبلوماسييها في القدس ، إشارة واضحة إلى تنسيق مسبق .
– الأدوات المشتركة : أنظمة مثل “ثاد” الأمريكية التي نُشرت في إسرائيل ليست دفاعية فقط، بل أداة لضمان السيطرة على سيناريو المواجهة. حتى الصواريخ الإسرائيلية التي تُطلق باتجاه إيران تعتمد على بيانات استخباراتية أمريكية .
– الفصل الثاني : الذكاء الأمريكي .. البقاء خارج الكادر
العبقرية الأمريكية تكمن في إبقاء واشنطن “خارج الإطار” سياسيًا، بينما تُظهر إسرائيل كالعدو المباشر. هذه الاستراتيجية تحقق هدفين:
1. تجنب فتح جبهة علنية مع إيران ، التي قد ترد بضرب مصالح أمريكية مباشرة.
2. إرهاق طهران نفسيًا وأمنيًا عبر ضربات متكررة تُنسب لإسرائيل، مما يدفع الشارع الإيراني إلى تساؤلات مزعجة: “لماذا عاجزون عن الرد؟” .
– الفصل الثالث : الهدف الحقيقي .. شرخ داخلي مدروس
التصريحات الأمريكية الأخيرة تكشف النية:
– وزير الخارجية الأمريكي أكد أن الضربات “ستستمر حتى تغيير سلوك النظام”، بينما يُشير محللون إلى أن “السلوك” المقصود هو بقاء النظام نفسه .
– الحرب النفسية : عبر تصعيد متدرج (ضربات، عقوبات، اغتيالات)، تُدفع إيران إلى حافة الانهيار الداخلي، حيث قد ينفجر الغضب الشعبي ضد القيادة العسكرية والدينية .
– الخاتمة : الضربة القادمة .. صاروخ أم ثورة ؟
الرسالة الأمريكية وصلت، والخطوة التالية قد لا تكون عسكرية، بل تفجير الشرخ الكامن في جسد النظام الإيراني. فحين يُحاصر الشعب بين خيارين الاستمرار في الصمود تحت العقوبات والضربات، أو الانقلاب على قيادته تكون واشنطن قد حققت انتصارها دون إطلاق رصاصة.
“لا تُحارب أمريكا بالمدافع، بل بالوعي. فحين يكتشف الضحية أن خنجرها صُنع في واشنطن، ينقلب السحر على الساحر.”
إيران اليوم أمام امتحان وجودي : إما أن تكتشف اللعبة وتوحد صفوفها، أو ستسقط في الفخ الأمريكي المُحكم حيث تُقتل ليس بالصواريخ، بل باليأس .
سنلتقى إن كان فى العمر بقيه