
رسالة وفاء الدكتور صلاح الدين بدر
أستاذ المناهج وطرق التدريس اللغةالانجليزية
في اليوم العالمي للمعلم، الذي نحتفي فيه بأصحاب رسالة النور والمعرفة في الخامس من أكتوبر من كل عام، تتجه الأنظار إلى القامات التي بنت الأجيال وأضاءت العقول. ومن بين هذه القامات السامقة، يبرز اسم الدكتور صلاح الدين بدر كأحد الأساتذة الذين تركوا أثرًا لا يمحى، مستحقًا بذلك أعمق آيات الشكر والتقدير.
المعلم.. المهندس الحقيقي للعقول
إن الشكر للمعلم ليس مجرد تقليد أو واجب، بل هو اعتراف بقيمة لا تقدر بثمن لدور يتجاوز حدود الوظيفة. فالدكتور صلاح الدين، كغيره من المعلمين المخلصين، لم يكتفِ بتقديم المعلومات المقررة، بل كان مهندسًا حقيقيًا للعقول. لقد غرس فينا شغف البحث، وعلمنا كيف نفكر بعمق ونحلل القضايا بموضوعية، وليس مجرد أن نحفظ ونردد. هذا التأسيس الفكري هو ما يبقى أثره بعد سنوات الدراسة، وهو ما يحدد مسارنا المهني والحياتي.
التفاني الذي لا يُقدر بثمن
ما يجعل الدكتور صلاح الدين وغيره من المعلمين الأفذاذ يستحقون الشكر هو ذلك التفاني اللامحدود. إنهم لا يعملون وفق ساعات محددة، بل إن العطاء متأصل في جوهر رسالتهم. لقد لمسنا في تعامله حرصًا بالغًا على تفوق كل طالب، واستعدادًا دائمًا لتقديم الدعم والمشورة خارج أوقات المحاضرات. هذا الجهد المضاعف والاحتواء الأبوي هو ما يجعل العلاقة مع المعلم علاقة إنسانية عميقة، تتخطى مجرد علاقة طالب بأستاذه.
رسالة أعمق من المناهج
إن استحقاق الدكتور صلاح الدين للشكر ينبع من كونه قدوة تربوية قبل أن يكون مرجعًا أكاديميًا. فمن خلال سلوكه الراقي، وحكمته في التعامل مع التحديات، وغرسه لقيم النزاهة والمسؤولية، كان يعلمنا دروسًا في الحياة لا توجد في الكتب. المعلم الناجح هو الذي يخرج أفرادًا صالحين وفاعلين في المجتمع، قبل أن يخرج متخصصين في مجال معين، وهذا تحديداً ما جسده عطاء الدكتور صلاح الدين.
أثر يبقى إلى الأبد
في الختام، الشكر للدكتور صلاح الدين بدر هو شكر على الأثر الباقي. فما زرعه من علم ومعرفة وقيم هو استثمار في مستقبل الأمة. وفي اليوم العالمي للمعلم، نرفع القبعات عرفانًا وتقديرًا لمسيرته المضيئة، مؤكدين أن فضل المعلم لا يزول ولا يُنسى، بل يبقى منارة يهتدي بها طلابه جيلاً بعد جيل.
كل عام وأنتم نبراس العلم والإلهام، يا دكتورنا الفاضل.