كتب / محمود دياب
هو إحنا اتربّينا غلط؟
كبرنا وإحنا مش عارفين نفرّق بين الاحترام والخوف،
بين الصبر والذل،
بين الرجولة وبين الهروب من وجعنا؟
هو إحنا؟
اتعلمنا ندي… من غير ما نعرف نحافظ على نفسنا؟
كبرنا على فكرة إن الحب ضعف،
وإن اللي يعافر عشان بيته… يبقى مهزوم.
احنا جيل اتربى غلط…
مش بس لأن أهله قصّروا
لأ… لأنهم كانوا بيظلموا وهم فاكرين نفسهم بيحموا.
علموا البنت إنها متتباعش،
بس ما علموهاش إن الجواز مشاركة مش مغالبة
وقالوا للولد اصرف ع الجواز…
بس ما قالولهوش يعني إيه “زوجك سكنٌ لك”،
ولا يعني إيه كلمة بتطيب، ولا حضن بيشيل.
قالولنا الجواز ميثاق غليظ،
بس محدّش وقف وشرح يعنى إيه ميثاق… ويعني إيه غليظ.
سمعناها ف الفرح… ونسيناها أول خناقة.
علمونا نحسبها:
مين هيدفع؟
مين هياخد؟
مين هيكسب؟
بس محدّش علمنا نحسّها:
مين هيتحمل؟
مين هيخاف عليك؟
مين هيخليك في حضنه وأنت موجوع؟
الإعلام؟
شجّعنا نكابر…
صوّر الست اللي بتثور إنها بطلة
والراجل اللي يسامح… إنه ضعيف
ساوى في الخيانة
وقال دي حرية
وبدل ما يصحّح… خلّى الكل يبرّر
والدين؟
بقى اختياري
بنرجعه وقت الدفن… مش وقت الحياة
مبقاش مرجع… بقى رفاهية
والقانون؟
بيكافئ اللي يصرخ… مش اللي يحل
اللي يهدد… مش اللي يستر
اللي يشهر… مش اللي يصبر
بقينا بنخاف من قانون كان مفروض يحمينا
كبرنا…
وكل واحد فينا جواه حب مدفون
وشوق مكبوت
وكلمة “أنا كنت عايز أكمّل
بس الصوت اتكتم،
علشان العيب،
علشان الأهل،
علشان الأولاد،
علشان السمعة،
علشان القايمة،
علشان القانون،
علشان مفيش حتة نحكي فيها وجعنا ونطلع منها سليمين
احنا جيل بيسكت كتير
علشان ما يتبهدلش
بس بيتبهدل من جوه
وبيعدي الأيام وهو بيتمنى يكون غلطان… بس مش قادر يصدق إنه كان صح
جيل مات الحب جواه وهو عايش
جيل فاهم كل حاجة…
بس مش عارف يعمل حاجة
فاهم دينه… بس خايف يقوله
فاهم مراته… بس مش قادر يوصّل لها
فاهم غلطه… بس مفيش مجال يصلّحه
فاهم وجعه… بس ساكت
علشان “لو اتكلمت… ممكن أخسر كل حاجة”
وفي الآخر…
بيت اتكسر
عيال تايهة
قلب اتوجع
وذكريات اتعفنت في درج مقفول
ويمكن أكتر سؤال بيوجعنا كلنا مش:هو أنا غلطت؟”لكن:ليه لما كنت صح… خسرت؟”
