الأصدقاء السامون… ومتى نقطع العلاقة معهم

الأصدقاء السامون… ومتى نقطع العلاقة معهم؟
بقلم: الأستاذة رولا سمير
في رحلة الحياة، نلتقي بأشخاص يضيفون لنا قيمة ومعنى، وآخرين يسحبون من رصيد طاقتنا دون أن نشعر. وبين هؤلاء وأولئك، يظهر مفهوم الصداقة السامّة؛ تلك العلاقات التي تُرهق الروح وتضغط على النفس وتطفئ حماس الإنسان تدريجيًا، مهما حاول أن يكون متفهمًا أو صبورًا.
من هو الصديق السام؟
الصديق السام ليس دائمًا الشخص المسيء بشكل مباشر، بل قد يكون:
من يقلل من إنجازاتك أو يشكك في قدراتك.
من يحمّلك مشاعره السلبية ويحوّل كل حديث إلى شكوى لا تنتهي.
من يضعك دائمًا في دور المُنقذ بينما هو لا يقدّم لك أي دعم بالمقابل.
من يتعمد إحساسك بالذنب إذا لم تكن متاحًا له.
من يختفي في نجاحاتك ويظهر فقط عند احتياجه لك.
إنهم الأشخاص الذين تُشعرك صحبتهم بالإرهاق بدلًا من الراحة، وبالثِّقل بدلًا من الطمأنينة.
كيف نعرف أن العلاقة وصلت لمرحلة الخطر؟
هناك علامات واضحة تدل على أن الصداقة لم تعد صحية، ومنها:
شعور دائم بالتوتر بعد كل تواصل معهم.
انهيار حدودك الشخصية وتجاوزها بشكل متكرر.
عدم وجود توازن بين الأخذ والعطاء.
تأثير العلاقة على نومك أو تركيزك أو إنتاجيتك.
تحول العلاقة إلى عبء نفسي بدلًا من مصدر دعم.
هل نمنح فرصة أم نقطع العلاقة فورًا؟
من الحكمة أن نمنح الآخرين فرصة للتغيير، بشرط أن يكون ذلك دون الإضرار بنا. التوضيح الهادئ ووضع الحدود قد يغيّر الكثير، لكن إن لم يحدث أي تحسّن وبقيت العلاقة مصدرًا للضغط، فالأولوية دائمًا لصحتك النفسية.
متى يجب إنهاء العلاقة؟
يجب أن تُغلِق باب العلاقة كلّيًا عندما:
يصبح وجود الشخص مؤذيًا بشكل مستمر.
لا يحترم قيمك أو حدودك مهما حاولت التوضيح.
يسبب لك شعورًا دائمًا بالذنب أو عدم الكفاءة.
تستنزف العلاقة طاقتك دون أي مردود نفسي أو إنساني.
تتحول الصداقة إلى مصدر خوف، قلق، أو استنزاف.
إنهاء العلاقة ليس قسوة… بل حماية للنفس
قطع العلاقة مع صديق سام ليس أنانية، بل هو خطوة شجاعة نحو بيئة نفسية أكثر صحة. الصداقة الحقيقية تُبنى على الاحترام المتبادل والراحة والدعم. وكل علاقة تفتقد لهذه الأسس، مهما كانت قديمة، لا بد أن يُعاد تقييمها.
ختامًا
نحن لا نخسر حين نبتعد عن الأشخاص السامين، بل نربح مساحة جديدة لسلامنا الداخلي، ووقتًا لطاقة أكثر صفاء، وفرصة لبناء صداقات ناضجة وصحيّة تعكس قيمنا وتحبّنا دون شروط.











