الإسلام : منهجٌ للسلام الداخلي ونهجٌ خالدٌ للحياة

بقلم الكاتب الصحفى : أيمن شاكر
متخصص فى التنميه البشريه وتطوير الذات
في خضمّ تعقيدات الحياة وضغوطاتها ، يمدّ الإسلام المؤمن بحبلٍ من النور ، يُرشده إلى سكينة النفس وصلابة الروح ، فتعاليم هذا الدين لا تُعلّم الإنسان كيف يعبد ربّه فحسب ، بل تكشف له كيف يُحوّل آلامه إلى دروسٍ ، ومشاكله إلى فرصٍ للنمو ، فالله عزّ وجلّ جعل التكليفَ ضمن طاقة البشر .
كما في قوله : ﴿ لَا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَا ﴾ ، ليُذكّرنا أن كلَّ محنةٍ تحمل في طيّاتها منحةً ، وكلَّ همٍّ ينفتح بعده أفقٌ من الأمل ، والصبرُ هنا ليس ضعفًا ، بل هو قوةٌ تُستمدُّ من اليقين بأن الفرج قريبٌ ، والشكرُ ليس مجرد كلماتٍ ، بل هو عدسةٌ نرى بها النعم المخفيّة وسط الألم .
فالإسلامُ لا يربط أخلاق المؤمن بسلوك الآخرين ؛ فأنت تُحسن لأن الإحسانَ سجيّةٌ إيمانيةٌ ، لا لأن الناس تُحسن إليك ، فالعدلُ والرحمةُ والصدقُ ثوابتٌ لا تهتزّ بتهوّرات البشر ، كما قال تعالى : ﴿ ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ ﴾ ، فحين تتعامل بقلبك قبل عقلك ، وتُصلح دون انتظار مقابِلٍ ، تكون قد بلغتَ ذروة الإنسانية ، وصِرتَ نورًا يُضيء طريقَ مَن حولك .
كما يربط الإسلام بين إتقان العمل ورضا الله ، فاليد التي تُتقنُ عملها لا تُباركها الدنيا فحسب ، بل تُرفع فى الآخرة درجاتٍ ، فالعملُ الجادُّ عبادةٌ ، والتفاني فيه شهادةٌ على صدق الإيمان ، وما أروع أن يكون المرءُ حيثما وُضع مثالًا للجودةِ ، فيذكُر اسمَ الله قبل أن يبدأ ، ويشكر نعمتَه بعد أن يُنهي !
وفي خضمّ هذا كلّه ، لا يُغفل الإسلام تذكيرنا بيومٍ تهتزّ فيه الأرضُ ، ويُحاسَبُ فيه كلُّ إنسانٍ على ما قدّم .
يقول تعالى : ﴿ وَإِن مِّنكُمْ إِلَّا وَارِدُهَا ﴾ ، فتلك الآيةُ توقظ القلوبَ من غفلتها ، وتدفعها لإستحضار هول الموقف بين يديّ الله ، فاليقينُ بالموتِ ليس سبباً للخوف ، بل دافعٌ للعملِ ، وتذكيرٌ بأن الدنيا دارُ اختبارٍ ، والآخرةُ دارُ قرارٍ .
فيا مَن تبحث عن السلام … الإسلامُ هو ملاذُك ويا مَن تريد أن تترك أثراً … أتقنْ عملك ، ويا مَن تخشى الحساب … استعدّ بلحظةِ توبةٍ تُضيء ظلامَ القبر ، فليكن قلبك عامرًا بالإيمان ، ويدك مبسوطةً بالخير ، وذكرُ الله على لسانك ، فهو النجاةُ حين تُغلق كلُّ الأبواب .
سنلتقى إن كان فى العمر بقيه