Uncategorized

طارق أحمد البغدادي.. من خسارة كل شيء إلى قمة النجاح في صناعة الكرتون المضلع

 

 

من قلب كفرالزيات بمحافظة الغربية، يبرز نموذج مُلهم لشاب مكافح لم يعرف لليأس طريقًا، بل حوّل الصعاب إلى فرص، واستطاع أن يصنع لنفسه اسمًا بارزًا في مجال صناعة الكرتون المضلع داخل مصر وخارجها. إنه طارق أحمد البغدادي، خريج كلية الحاسبات والمعلومات دفعة 2006، الذي وُلد في 16 يوليو 1983، ليبدأ رحلة نجاح استثنائية مليئة بالتحديات.

بدأ “البغدادي” مسيرته المهنية في مجاله الدراسي، حيث حصل على العديد من الكورسات في البرمجة والشبكات وقواعد البيانات. لكن سرعان ما شدّه العمل الصناعي، ليلتحق بمجال الكرتون المضلع، فيتعلم تفاصيله الدقيقة ويصبح على دراية كاملة بكل جوانبه.

 

غير أن القدر لم يكن سهلًا؛ إذ فقد كل أمواله في واقعة نصب شهيرة على يد أحد “المستريحين” بمحافظة الغربية، الأمر الذي كان كفيلًا بإنهاء طموحه. لكن “البغدادي” لم يستسلم، فسافر إلى البحرين ليبدأ من جديد، وبعد عودته إلى مصر قرر أن يفتح مصنعًا للكرتون المضلع مع شقيقه الأكبر تحت اسم “دلتا إيچبت باك”.

تحمّل “طارق” مسئولية المصنع كصاحب ومدير تنفيذي، وأصبح قائدًا لأكثر من 100 عامل وفني ومهندس. استورد بنفسه الماكينات من الصين، وبدأ بخطوات واثقة حتى صار المصنع يورد إنتاجه لكبرى الشركات داخل مصر. ومع الوقت، توسّع النشاط ليصل إلى الأسواق الخارجية، ويبدأ التصدير لعدد من الدول العربية.

 

لم يتوقف طموح “البغدادي” عند حدود الصناعة فقط، بل عمل على تطوير نفسه علميًا، فحصل على كورسات في إدارة الأعمال (MBA مصغر)، إضافة إلى دورات في تحليل البيانات باستخدام البرمجة، ليُوظف ذلك في تطوير الإدارة وزيادة كفاءة الإنتاج داخل مصنعه.

 

اليوم، يحلم طارق أحمد البغدادي بمزيد من التوسع، عبر زيادة خطوط الإنتاج وتطوير الماكينات، ليصل بمنتجه إلى كل الدول العربية والأوروبية، ويجعل من مصنع “دلتا إيچبت باك” أحد أهم الكيانات الصناعية في مجال الكرتون المضلع بالمنطقة.

 

إنها قصة شاب لم يعرف الهزيمة، بل صنع من الفشل وقودًا للنجاح، ليؤكد أن الإرادة والعلم معًا قادران على صناعة المستقبل.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى