“التحول الرقمي يفتح آفاق جديدة للإدارة الرياضية داخل الاتحادت الرياضية”

بقلم: م.م/ محمد سعد عبد الرحمن
مدرس مساعد بقسم الإدارة الرياضية والترويح
كلية علوم الرياضة – جامعة سوهاج
تفاقم داخل المؤسسات الرياضية من حيث الإيمان بأهمية التكنولوجيا، ودورها الفعّال في تطوير العمل الإداري، والتخلي عن الفكر الإداري التقليدي، لننتقل إلى هذا الوعي المؤسسي ونبدأ بتطبيق آليات تتيح التطوير، وتمد جسورًا على المسافات، لتخلق بيئة رقمية قادرة على إنجاز المهام الإدارية، وهدفة قادرة على إدارة المنصات الرقمية، وتحليل البيانات، وتوظيفها بكفاءة لتحقيق أهداف الاتحاد.
ويكمن جانب مهم من أهداف التحول الرقمي في تعزيز مبدأ الحوكمة والشفافية داخل المؤسسات الرياضية، من حيث تتبع النظم الإلكترونية، لتسجيل المعاملات الإدارية، وتسهيل مهام الرقابة والمتابعة، حيث يساهم هذا التوجه في الحد من الفساد الإداري، وبناء الثقة بين الاتحاد والجمهور والموظفين، بما يمكن متخذ القرار من التقييم الدقيق للأوضاع الإدارية، كما يساعد على موضوعية تقييمهم في اتخاذ قرارات استراتيجية على الأداء.
ومع ذلك، فإن هناك مواجهة مستمرة لعدة تحديات، ذات طبيعة تنظيمية أو فنية، منها: ضعف الكفاءات، ونقص البنية التحتية، ومقاومة التغيير، والمخاطر المرتبطة بخصوصية الأفراد. كما أن حماية البيانات تمثل تحديًا حقيقيًا للاتحادات الرياضية، حيث يتطلب ذلك الاستثمار في نظم معلومات مؤسسية، وخطط استخدام الأمن الفعال للتقنية.
بمناقشة التطور التكنولوجي المتسارع، في الإدارة الرياضية اليوم، من خلال أساليب حديثة، تقوم على التحليل الذكي للبيانات، وتوظيف برامج متطورة، كقواعد البيانات والنظم الشبكية، والمعلومات الإحصائية، كمؤازر للتخطيط والتنفيذ واتخاذ القرار.
كما أن من شأن التحول الرقمي إحداث نقلة جوهرية في الاتحادات الرياضية، من خلال إحداث نقلة جوهرية في هيكل التنظيم الإداري، من خلال تطوير التفاعل مع الفئات المستفيدة من المنظومة الرياضية.
وتمثل الاتحادات الرياضية، بمثابة الأطر المنظمة للمنظومة الرياضية، وتمثل شراكة كبرى للقطاع الرياضي، ولاسيما في ظل التحديات التي فرضها العصر الرقمي، ويدفع نحو مزيد القيادة والإبداع.
ومن خلال التحول الرقمي، يمكن دعم الاتحادات الرياضية بأدوات متقدمة قادرة على إنتاج وتخزين المعلومات، وتعزيز عملية اتخاذ القرار الإداري السليم، من خلال توفير البيانات الدقيقة، بأسلوب علمي يحقق الأهداف الاستراتيجية، داخل الاتحاد الرياضي.
وتتعدد أدوات التحول الرقمية، ما بين أدوات متنوعة، مثل المنصات الرقمية، أدوات وبرمجيات التفاعل مع الجماهير، وتطبيقات الذكاء الاصطناعي، ومراكز البيانات، وقواعد البيانات المركزية، مما يجعل من التحول الرقمي محورًا جوهريًا في إعادة هندسة العمليات داخل الاتحاد الرياضي.
كما أن التحول الرقمي لا يقتصر على استحداث أنشطة أو برمجيات فقط، بل يتطلب تحولًا رقميًا في تسجيل اللاعبين، وجدولة البطولات، وتتبع أداء الفرق، وإدارة التدريب، والتفاعل اللحظي مع الإعلام والجمهور، مما يجعل من التحول الرقمي محورًا جوهريًا في إعادة هندسة العمليات داخل الاتحاد الرياضي.
خلاصة القول، إن التحول الرقمي هو بمثابة خيار لا بديل عنه، في سبيل تحقيق الريادة للاتحادات ذات الطابع المؤسسي، كما أن التحول الرقمي أصبح من الضروريات الرئيسية للتغيير داخل مختلف المؤسسات، لما يملكه من إمكانيات وقدرات كبيرة، تُحدث نقلة نوعية في طبيعة العمل الإداري.