
بقلم الكاتب الصحفى أيمن شاكر
رئيس قسم الأدب بجريدة الهرم المصرى نيوز
في قلب العاصمة المصرية الصاخبة ، حيث تتجاذب تحديات الأمن والاستقرار ، برز اسم رجل أصبح رمزاً للأمان والثقة ؛ اللواء على الدمرداش ، مدير أمن القاهرة السابق ، الذي لم يكن مجرد ضابط شرطة عادي ، بل كان قائداً ملهمًا ومصلحًا اجتماعيًا ، ترك بصمات واضحة في مسيرة الأمن المصري . من خلال قيادته الحكيمة وإنسانيته الفذة ، استطاع أن يكتب فصلًا مشرفًا في تاريخ الشرطة المصرية ، مما جعل سيرته تستحق أن تُروى وتُذكر.
♦️النشأة والمسار الوظيفى …
وُلد اللواء على الدمرداش في مصر ، وإختار أن يخوض غمار الحياة العسكرية مبكرًا ، حيث انضم إلى أكاديمية الشرطة ، التي كانت النواة الأولى لتشكيل شخصيته القيادية . عبر سنوات خدمته ، ترقى في الرتب العسكرية بجدارة واستحقاق ، نظرًا لكفاءته العالية وتفانيه في العمل . عُين في مناصب قيادية متعددة ، كان أبرزها تعيينه كـ مدير لأمن القاهرة ، حيث تولى مسؤولية واحدة من أصعب المهام في وزارة الداخلية المصرية.
🩸إنجازات بارزة في أمن القاهرة ..
خلال فترة قيادته لمديرية أمن القاهرة ، قام اللواء الدمرداش بعدة إصلاحات ومبادرات كان لها أثر كبير في تعزيز الأمن والاستقرار :-
١- إنشاء وحدات التدخل السريع : وهي وحدات متخصصة للتعامل مع الحالات الطارئة والجرائم الخطيرة ، مما ساهم في خفض معدلات الجريمة وزيادة سرعة الاستجابة للحوادث.
٢- تأسيس أول شرطة نسائية في القاهرة :-
بهدف تعزيز دور المرأة في العمل الشرطي وتحسين التعامل مع القضايا التي تتطلب حساسية خاصة.
٣- قيادة آلاف الحملات الأمنية :-
خلال 255 يومًا فقط، قاد أكثر من 3000 حملة أمنية، مما يدل على نشاطه الدؤوب وحرصه على تطهير العاصمة من العناصر الإجرامية.
٤- تأمين الأحداث الكبرى :-
مثل نهائيات كأس الكونفيدرالية وكافة الاحتفالات الدينية ، حيث كان يحرص على التفقد الميداني بنفسه لضمان سلامة المواطنين.
🩸دوره البرلماني والاجتماعي ..
بعد تقاعده من الخدمة الشرطية ، لم يتوقف عطاء اللواء الدمرداش ، بل انتقل إلى مجال آخر لخدمة الوطن ، حيث ترشح لمجلس النواب عن دائرة المطرية ، وتم قبول أوراق ترشحه ، مما أتاح له فرصة جديدة للمساهمة في صنع القرار السياسي والتشريعي. خلال فترته النيابية ، برز كمدافع عن قضايا المواطنين ، حيث تابع عن قرب مشاكل دائرته المطرية ، وسعى جاهدًا لحلها بالتواصل مع جميع الوزارات ، مما يعكس حرصه على خدمة الناس حتى خارج نطاق عمله الأمني.
كما انخرط في العمل الحزبي ، حيث شغل منصب أمين التنظيم في حزب الجبهة الوطنية ، مما وسع من دائرة تأثيره الاجتماعي والسياسي.
🩸صفاته القيادية والإنسانية ..
أثناء فترات عمله وفى بداية مشوارة الأمنى تميز اللواء الدمرداش بصفات قيادية فريدة ، جعلته محبوبًا من قبل مرؤوسيه وموثوقًا به من قبل رؤسائه . كان دائمًا ما يؤمن بـ الحسم والمرونة في نفس الوقت ، حيث كان حازمًا في مواجهة الإرهاب والإجرام ، ولكنه في نفس الوقت متعاطف مع احتياجات المواطنين.
🎯أشهر أقواله : ” نهاية الإرهاب على أيدينا “، والتي تعكس إيمانه الراسخ بقدرة رجال الشرطة على حماية الوطن.
كما عُرف بتواضعه واهتمامه بالتفاصيل ، حيث كان يحرص على التفقد الميداني بنفسه للكنائس والمستشفيات والميادين العامة ، ليطمئن على سير العمل وليقف على احتياجات المواطنين مباشرة.
🎯وختاماً …
ها هو اللواء على الدمرداش .. رجل لم يكن مجرد ضابط أو قائد ، بل كان رمزًا للعطاء والإنسانية ، ضحى بسنوات عمره ليكون درعًا يحمي الوطن وسيفًا يقطع دابر الإجرام ، قصته تذكرنا أن الأبطال الحقيقيين ليسوا أولئك الذين يصنعون المجد بأنفسهم فقط ، بل هم الذين يصنعون مستقبلًا آمنًا للأجيال القادمة .
تحية إجلال وتقدير وإحترام لك أيها القائد .. لأن عطاءك سيظل نبراسًا يضيء دربنا للأبد .
حفظ الله مصر وقيادتها وشعبها العظيم
سنلتقى إن كان فى العمر بقيه