المستشار موسى مصطفى موسى : الأحزاب في المحنة .. بين إملاق التمويل وضرورة البناء
نواب وأحزاب
رئيس قسم الأدب ✍🏻
في قلب استوديوهات قناة الشمس ، حيث يستضيف برنامج “المواطن والمسئول” رموز الفكر والسياسة ، دار حديث جوهري مع السياسي المخضرم المستشار موسى مصطفى موسى ، رئيس حزب الغد ، والمرشح الرئاسى السابق ، فلم يكن اللقاء مجرد حوار إعلامي عابر ، بل كان غوصاً في شريان الحياة لأي نظام سياسي يطمح للتجدد .
📍 كيان الأحزاب ودورها ..
الحوار كشف النقاب عن تناقض صارخ ، بين الضرورة القصوى لدور الأحزاب كأدوات للتعبير المجتمعي والرقابة البناءة ، وبين التحديات الجسام التي تكبل حركتها وتحد من تأثيرها .
بدأ المستشار موسى مصطفى موسى بصراحة لا تتوافر إلا لأهل التجربة والرؤية ، مشيراً إلى إشكالية التمويل كعقبة رئيسية تعوق النمو العضوي للأحزاب ، وتجبرها في أحيان كثيرة على الانكفاء بدلاً من الانطلاق .
🎯ولكن التحدي لا يقف عند المال ، فهناك معضلة أعمق تتمثل في بناء القواعد الجماهيرية في عصر طغت فيه وسائل التواصل السريع ، وغدا فيه “الضجيج” الإعلامي هو سيد الموقف .
كيف يخترق خطاب حزبي منطقي ، قائم على البرامج والرؤى الطويلة المدى ، هذا الحاجز السميك من الخطابات الشعبوية العاطفية والاهتمامات الآنية ؟
🔻 هنا قدم المستشار رؤيته : على الأحزاب أن تتحول من منابر للتلقين إلى منصات للاستماع الفعال ، وأن تتحول إلى ورش حقيقية لصناعة وتمكين الكوادر الشابة ، التي تملك لغة العصر وقدرة على حوار الأجيال .
غير أن لب الحوار وجوهره كان في طرح مفهوم متقدم لدور الحزب ، تجاوز به المستشار موسى مصطفى موسى الأدوار التقليدية .
لقد ركز على فكرة “الأحزاب كأدوات للرقابة البناءة” ، وهي فكرة تحمل عمقاً استراتيجياً .
📍فالحزب ، في هذه الرؤية ، ليس كياناً معترضاً لمجرد الاعتراض ، بل هو “عقل مفكر” موازٍ . مهمته مراقبة الأداء الحكومي بدقة ، ونقده بموضوعية ، ولكن مع تقديم بدائل عملية قابلة للتطبيق . إنه نقد يدفع نحو الكفاءة ، ويبحث عن الفعالية ، وينطلق في إطار من الولاء الوطني الخالص والحرص على المصلحة العليا للدولة . إنه يحول السياسة من صراع إلى شراكة في تحمل المسؤولية.
🎯وتماشياً مع هذا الدور الرقابي المتقدم ، لا يمكن للحزب أن ينجح دون قيامه بـ الدور التنويري التأسيسي . فالحزب مطالب بأن يكون مدرسة لصناعة المواطن الواعي . مواطن يعرف حقوقه الدستورية ويدرك واجباته ، ويستطيع أن يمارس المساءلة بمنطق ، والمشاركة بفعالية .
هذا الاستثمار في الوعي العام هو ما يخلق التربة الخصبة للأفكار الجيدة ، ويرفع سقف التوقعات من كل الخيارات السياسية ، مما ينعكس في النهاية على جودة الحكم وصحة القرار الوطني.
📍هذا الحوار الشجاع كان ، في جوهره ، محاولة لإعادة إشعال جذوة الأمل . تأكيداً على أن هذه الكيانات ، رغم شح الإمكانات وصعوبة البيئة ، لا تزال تحمل في داخلها بذرة التجديد ، شرط أن تلتزم بالشفافية في عملها ، وأن تستثمر في عقول أبنائها ، وأن تقدم رؤية واضحة لمستقبل البلاد ، وأن تعمل بجد لتبني جسراً متيناً من الثقة بين الدولة والمجتمع ، بدلاً من أن تكون حاجز خوف أو جدار شك .
🎯لقد جاء حديث المستشار موسى مصطفى موسى كتذكرة قوية بأن اليأس خيار غير مقبول . فالمسيرة الديمقراطية بطبيعتها طويلة ومليئة بالعثرات ، لكنها المسار الوحيد لبناء دولة مؤسسات قوية . والأحزاب الحقيقية هي تلك التي تصنع الأمل ليس بالكلمات البراقة ، بل بالعمل الدؤوب المتواصل ، والفكر المتجدد الذي لا يستسلم للجمود.
📍وختاماً ….
في خضم المعارك الصغيرة والخطابات العالية،يبقى صوت العقل الهادئ والرؤية الثاقبة هو المنقذ الوحيد. إنها الأصوات التي ترفض أن تكون صدى للواقع، وتصر على أن تكون بصمات في طريق التغيير. شكراً لكل من يرفع مشعل الفكرة في عتمة التحديات، ويذكرنا أن الأوطان تُبنى ليس حين نتفق على كل شيء، بل حين نختلف باحترام، ونتنافس على خدمة الصالح العام، ونسعى معاً لتوسيع دائرة الممكن.. فالمستقبل لا يُمنح، بل يُصنع بإرادة لا تعرف الكلل
شكر خاص ….
يتقدم الكاتب الصحفي/ أيمن شاكر ، باسمه وباسم كل المتابعين المهتمين بالشأن العام ، بأصدق عبارات الامتنان والتقدير للسياسي الوطني المستشار موسى مصطفى موسى ، رئيس حزب الغد ، على مشاركته القيمة والغنية في برنامج “المواطن والمسئول” .
لقد كانت شهادتك إضافة نوعية للحوار الوطني ، وغاصت بجرأة ووعي إلى صلب التحديات التي تواجه حياتنا السياسية . فشكراً لك على الصراحة التي تفتح الأبواب المغلقة ، وعلى الإيمان الراسخ بأن الفكر والعمل هما أساس كل تغيير حقيقي. حفظك الله لمصر ، وأبقاك دوماً رمزاً للحوار الهادف والرأي المسئول .
سنلتقى إن كان فى العمر بقيه










