المغرب يحتضن مؤتمرًا دوليًا لحماية الهوية الوطنية في عصر الرقمنة بمشاركة عربية بارزة
بقلم الإعلامية: منار أيمن سليم
في ظل موجات التكنولوجيا والتي تتشكل عبرها ثقافات جديدة، يبقى الحفاظ على الهوية الوطنية تحديًا يتصدر اهتمامات المجتمعات العربية. ومن هذا المنطلق، تستضيف جامعة القاضي عياض بالمملكة المغربية فعاليات المؤتمر الدولي الأول حول التكنولوجيا الرقمية: صون الهوية والثقافة الوطنية، الذي يُعقد خلال الفترة من 21 إلى 23 نوفمبر، بمشاركة نخبة من الباحثين والخبراء من مختلف الدول.
يهدف المؤتمر إلى فتح حوار جاد حول كيفية حماية الهوية الثقافية في ظل التحولات الرقمية السريعة، وهو نقاش لم يعد رفاهية، بل ضرورة لحماية ذاكرة الشعوب وتراثها من الضياع وسط الكم الهائل من المحتوى العابر للحدود.
مؤتمر يربط التكنولوجيا بالتراث والعلوم الإنسانية
يجمع المؤتمر خبراء من مختلف التخصصات، من القانون والإعلام إلى التكنولوجيا والتحول الرقمي، لمناقشة تأثير الرقمنة على الهوية وكيف يمكن استثمار الأدوات الحديثة لحماية التراث الوطني. وتشمل الجلسات البحث في:
أثر الإعلام الرقمي على الوعي والانتماء الثقافي.
حماية التراث غير المادي عبر تقنيات الذكاء الاصطناعي.
التشريعات والقوانين التي تضمن صون الثقافة الوطنية.
دور المؤسسات التعليمية في نقل الهوية عبر منصات رقمية حديثة.
تُقدم هذه الرؤية المتكاملة صورة واضحة عن أهمية التكامل بين التكنولوجيا والعلوم الإنسانية لضمان مستقبل ثقافي مستدام.
مشاركة عربية تعزز التعاون العلمي بين مصر والمغرب
تأتي المشاركة العربية الواسعة في المؤتمر لتعكس عمق الروابط العلمية والثقافية بين الدول العربية، ومن بينها مشاركة مصرية مميزة يقدّمها الخبير البارز الدكتور عمرو عكاشة، أحد أبرز المتخصصين في مجال التحول الرقمي في المنطقة.
وقد اختارته اللجنة العلمية للمؤتمر ليقدّم محاضرة نوعية بعنوان:
“تقنيات التحول الرقمي كأداة لحماية الهوية الثقافية ودور الشباب المغربي في نقلها للعالم”.
وتركز المحاضرة على الدور الذي تلعبه التكنولوجيا الحديثة في حماية التراث المغربي والعربي، وكيف يمكن للشباب العربي أن يحول المنصات الرقمية إلى جسور لنشر الثقافة الوطنية عالميا.
من هو الدكتور عمرو عكاشة؟ خلفية علمية ومهنية راسخة
يمثل الدكتور عمرو عكاشة نموذجًا عربيًا متميزًا يجمع بين العلم العميق والخبرة العملية الواسعة.
يمتلك خبرة تمتد لأكثر من عشرين عامًا في مجال التكنولوجيا، إدارة الأعمال، وتطوير استراتيجيات التحول الرقمي داخل المؤسسات الحكومية والخاصة.
خلفيته العلمية:
حاصل على بكالوريوس علوم الحاسب ونظم المعلومات من كلية الحاسبات والذكاء الاصطناعي – جامعة القاهرة.
حصل على الماجستير والدكتوراه في الإدارة من الجامعة السويسرية لإدارة الأعمال في زيورخ – سويسرا.
جمع في تكوينه بين المعرفة التقنية العالية والرؤية الإدارية الاستراتيجية، مما مكّنه من فهم التكنولوجيا ليس كأدوات فقط، بل كمنهج لإعادة بناء المؤسسات وتطويرها.
خبرته العملية:
عمل مع مؤسسات حكومية وشركات عالمية كبرى في تنفيذ مشروعات التحول الرقمي.
دعم الشركات الناشئة في بناء هويتها الرقمية وتطوير نماذج أعمال مستدامة.
يمتلك خبرة واسعة في الأمن السيبراني، إدارة التغيير، الهياكل التنظيمية، وتحويل البيانات إلى أدوات لاتخاذ القرار.
يعد من أبرز المؤلفين والمحاضرين العرب الذين نجحوا في تبسيط مفاهيم التحول الرقمي للجمهور العربي، عبر كتبه ومحاضراته التي تعتمد على أمثلة عملية واقعية.
يتبنى رؤية واضحة تقوم على تمكين المؤسسات العربية من امتلاك قدراتها الرقمية وتطوير تنافسيتها في الاقتصاد العالمي.
دوره في المؤتمر: رؤية نحو مستقبل عربي رقمي يحفظ الجذور
يقدم الدكتور عكاشة خلال المؤتمر نموذجًا عمليًا لكيفية توظيف التكنولوجيا لتحقيق التوازن بين التطور والحفاظ على الهوية.
وتأتي مشاركته لتعزيز التعاون العلمي بين مصر والمغرب، وتأكيد أن قضايا الهوية الثقافية إرث عربي مشترك يحتاج إلى جهود جماعية للحفاظ عليه.
كما يساهم من خلال مداخلاته ومشاركته في النقاشات العلمية في صياغة مجموعة من التوصيات التي يهدف المؤتمر إلى تقديمها للمؤسسات الثقافية وصنّاع القرار، بما يدعم وضع استراتيجية وطنية متكاملة لحماية الهوية باستخدام الأدوات الرقمية الحديثة.
رسالة المؤتمر: التكنولوجيا ليست خصمًا للهوية… بل حليفًا لحمايتها
يؤكد المؤتمر أن التكنولوجيا، إذا أُحسن استخدامها، يمكن أن تكون قوة داعمة للهوية الوطنية وليست تهديدًا لها.
فالتقنيات الحديثة مثل الذكاء الاصطناعي، قواعد البيانات الذكية، والتوثيق الرقمي قادرة على تحويل التراث إلى محتوى حي يتفاعل معه العالم.
ويبرهن مؤتمر المغرب الدولي أن الشعوب العربية قادرة على مواجهة العولمة الثقافية، ليس بالانغلاق، بل بالتطوير، والوعي، والاعتماد على التكنولوجيا في حفظ جذورها الثقافية.
ختامًا… نافذة عربية على مستقبل الحفاظ على الهوية
يمثل هذا المؤتمر خطوة عربية رائدة لبحث مستقبل الهوية الوطنية في العالم الرقمي، ويوفر منصة علمية تُسهم في بناء شراكات فاعلة بين الخبراء العرب.
كما يؤكد أن المغرب، من خلال هذه المبادرة، يفتح بابًا واسعًا أمام التعاون العربي المشترك، ويقدّم نموذجًا لكيفية الجمع بين الأصالة والتجديد.
وهي رؤية يتفق عليها المشاركون جميعًا: الهوية العربية ستظل حاضرة… ما دمنا قادرين على حماية جذورها بأدوات العصر.














