امرأة من الجنوب.. حين تتكلم قنا بلغة الريادة
🌟 امرأة من الجنوب.. حين تتكلم قنا بلغة الريادة 🌟
في زمنٍ تتسابق فيه العقول نحو التميز، وتتعالى فيه الأصوات مطالبةً بتمكين المرأة، تخرج من قلب الصعيد امرأةٌ لا تشبه سوى ذاتها.. تؤمن بأن القيادة لا تُمنح، بل تُنتزع بالعزم والإرادة، وأن الفكر حين يزدان بالعلم يصبح بوابةً للمجد والريادة.
إنها نموذج مشرف لامرأةٍ مصريةٍ نادرة، جمعت بين وهج القلم وسكينة الفكر، فكانت أستاذةً في جامعة سوهاج تُعلِّم اللغة، وتغرس بين طلابها جمال البيان، ثم خرجت إلى ميدان المجتمع لتصبح أمينةً عامة لحزب الريادة بمحافظة قنا، تحمل هموم الناس وتضع للمرأة موقعًا في قلب القرار.
تخرّجت من الأكاديمية الوطنية للتدريب ضمن برنامج “المرأة تقود بالمحافظات”، لتبرهن أن التمكين لا يكون بالشعارات بل بالفعل والعمل، وأن صوت المرأة القنائية قادر على أن يُسمِع الجميع نبض الجنوب وفكره.
لم تكتفِ بالمناصب، بل جعلت من الفكر منبرًا ومن الشعر رسالةً، فنالت الدكتوراه في الأدب المقارن بمرتبة الشرف الأولى، وكرمها المركز الثقافي الألماني لاكتشاف الموهوبين عام 2019، لتُثبت أن الإبداع حين يولد في الصعيد، فإنه يُنير الوطن بأسره.
شاركت في منتدى شباب العالم بشرم الشيخ عضوةً بهيئة النقاش في نسخته الثالثة والرابعة، لتقف على منصةٍ عالميةٍ تحمل اسم مصر، وتمثل المرأة الصعيدية بفكرها الرصين وأسلوبها الواثق.
هي التي لم تُغلق باب الجامعة حين فتحت باب السياسة، ولم تتخلَّ عن الأدب حين اعتلت منابر المجتمع، فبقيت نغمةً متفردة في سيمفونية التنوير والريادة.
هي ابنة الجنوب التي تمضي بخطواتٍ واثقةٍ في طريقٍ تمهده الحكمة، وترويه العزيمة، وتظله راية الوطن.
إنها واحدة من تلك النماذج التي تُعيد تعريف “المرأة المصرية” بأنها ليست مجرد نصف المجتمع، بل قلبه النابض وعقله المفكر.
تحيةٌ لكل امرأةٍ آمنت بأن العلم قوة، وأن الإبداع طريق الخلود، وأن مصر تزداد بهاءً حين تتكلم بلسان امرأة من الجنوب.
✍️ د. رمضان بلال