مشاهير

روان ياسين: من الريف المصري إلى قيادة ثورة طبية عالمية بالذكاء الاصطناعي”

“روان ياسين: من الريف المصري إلى قيادة ثورة طبية عالمية بالذكاء الاصطناعي”

كيف أصبحت الطفلة الحالمة من الشرقية سفيرة ومهندسة وطبيبة فخرية الذكاء الاصطناعي تُغيّر وجه الطب في إفريقيا

في زمن باتت فيه العناوين تُمنح، لا تُكتسب، هناك من يصنع لنفسه عنوانًا لا يُمحى.

إنها السفيرة، الدكتورة الفخرية، المهندسة، ورائدة الأعمال روان ياسين – شابة مصرية خرجت من الريف، تحمل حلمًا أكبر من محيطها، وسارت به رغم كل الصعاب، لتصبح واحدة من أكثر الشخصيات إلهامًا وتأثيرًا في مجال الذكاء الاصطناعي الطبي في إفريقيا والعالم العربي.

طفولة مختلفة… وشخصية تتكوّن من التحدي

وُلدت روان ياسين في محافظة الشرقية، مليئة بالقيم. ومنذ أيامها الأولى، كان واضحًا أن هذه الطفلة ليست كباقي الأطفال. تقول روان:

“من أول حضانة، كنت بسمع كلام من أبلتي تهاني لسه فاكراها لحد النهاردة. كانت بتقولي إني ذكية ومختلفة، وإن عندي مستقبل كبير. الكلمة دي ما سبتنيش.”

كبرت روان وهي تؤمن أن اختلافها ليس عيبًا، بل علامة. وبينما كانت تمر بمراحل دراسية مختلفة وتنمر من زملائها لم تتوقف ، لم تكن فقط طالبة متفوقة، بل عقل يتشكل ويبحث عن مكانه. التحقت بمدرسة كشيك ، وهناك بدأت تتفتح ملامح شخصيتها القيادية.

عندما رأت

المديرة فتحية، كانت النموذج الأبرز في حياتها خلال تلك المرحلة. ترى فيها المرأة القوية الحاسمة، التي تدير بحكمة، وتقود بهدوء.المدرسه

“كنت دايمًا ببص للمديرة فتحية وأقول: أنا عايزة أبقى زيها. مش بس عشان سلطتها، لأ، عشان شخصيتها. كنت بتعلّم منها إزاي أبقى قوية، وواقفة على رجلي، وعندي مبدأ رغم انف الحاقدين عليها .”

معلمون علّموني كيف أكون

لم تكن روان يومًا وحدها في هذه الرحلة. في كل مرحلة، كان هناك من يضع لبنة في تكوينها العقلي والإنساني. وعلى رأس هؤلاء، جاء:

• أستاذ شعبان أمين – معلم العلوم الذي أشعل شغفها بالبحث والاكتشاف.

• أستاذ حسام خطاب كان بمثابه اب ومستر عبد الباسط معلم اللغه الانجليزيه – اللذان لم يكونا فقط معلمين، بل مربّيين ساعداها على أن ترى أبعد من الكتاب، وأن تفكر وتفهم وتحلل.

“كل واحد منهم ساهم في بناء عقلي وشخصيتي. كانوا دايمًا شايفيني مش بس طالبة… شايفيني إنسانة هتكون حاجة.”

من بنت الريف… إلى MIT العالميه

ما يميز روان ليس فقط إنجازها، بل طريقها إليه.

فمن ريف الشرقية، ومن مدرسة حكومية، استطاعت أن تخترق أبواب العالم، وتدخل الساحة العلمية الدولية من أوسع أبوابها.

حصلت

• حصلت على المركز الأول على مستوى في معرض ISEF الدولي للاختراعات.

• تم تكريمها من NASA عن احد أبحاثها.

• حصلت على منحة دراسية اونلاين من MIT، أعرق جامعة تكنولوجية في العالم. ولتتعلم المجال علوم الأرض والمحيطات والغلاف الجوي ل حبها الشديد للفضاء

• نالت دكتوراه فخرية، وملكية فكرية على بعض أبحاثها .

• وأصبحت سفيرة تمثل مصر في مؤتمرات دولية للعلوم والتكنولوجيا.

RAYMEDAI: الحلم يتحوّل إلى مشروع يُنقذ الأرواح

بعد هذا المسار الملهم، لم تكتفِ روان بالجوائز، بل أرادت تحويل العلم إلى تأثير حقيقي.

تأسس شركتها RAYMEDAI، أول شركة طبية ذكية متكاملة بالذكاء الاصطناعي في إفريقيا.

تقدم RAYMEDAI خدمات ثورية مثل:

• تشخيص طبي فائق السرعة

• تحليل الأشعة بأنواعها (X-Ray, CT, MRI) باستخدام خوارزميات ذكية

• أنظمة تنبؤ بالأمراض قبل حدوثها

• دعم القرار الطبي للأطباء

• تجارة إلكترونية ذكية للمستلزمات والأجهزة الطبية

• مساعدين ذكيين للمرضى والأطباء

تقول روان:

“أنا عايزة كل مريض في قرية، أو مستشفى حكومي، يلاقي خدمة تشخيص زي اللي في أمريكا. عايزة التكنولوجيا دي تبقى متاحة للناس البسيطة مش بس الأغنياء.”

وراء النجاح… فريق يؤمن بالحلم

كل منهم يحمل رؤية، ويؤمن بأن الابتكار الطبي ليس رفاهية، بل ضرورة.

رسالة اجتماعية قبل أن تكون تقنية

لا تكتفي روان بالمشاريع، بل تهتم بالتأثير المجتمعي: قريبا

• تدريب الطلاب في المدارس الحكومية على الذكاء الاصطناعي

• دعم مستشفيات القرى بأنظمة تحليل ذكية

• توعية الأهالي بالاكتشاف المبكر للأمراض

• برامج مجانية لتعليم البنات الريفيات المهارات الرقمية

مرت روان بمراحل قاسية نفسيًا، تعرّضت للخذلان، والاستهزاء، ومحاولات كسر ثقتها بنفسها. دخلت المستشفى مرة بسبب الضغط النفسي. لكنها قامت من جديد، لأنها آمنت أن كل ألم هو جزء من الطريق.

“كنت حاسة إني ضعيفة أوقات كتير، بس كنت برجع لنفسي وأفتكر كل اللي آمن بيا…أختي ريهام، أوقفت على رجلي من تاني، وقررت أكمل.”

في كل مؤتمر، في كل مقابلة صحفية، تكرر روان جملتها الشهيرة:

“أنا بنت طلعت من الريف، واتعلمت في مدرسة حكومية، بس دلوقتي واقفة في مؤتمر دولي بتكلم عن الذكاء الاصطناعي في الطب… ومش هقف هنا.”

روان ياسين ليست فقط رائدة أعمال، ولا مجرد مخترعة.

هي نموذج لجيل جديد – يرفض أن يُحَد، ويصنع من الألم وقودًا، ومن العلم سلاحًا، ومن الحلم خريطة.

كلمة أخيرة منها:

“لكل بنت صغيرة بتتقالها إنها مش هتوصل… أنا وصلت. ومش علشان عندي حاجة مختلفة، لكن علشان صدقت نفسي. كوني مؤمنة… والباقي هيحصل.”

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى