فجر الدمار : صواريخ إيران تمزق تل أبيب .. ورد إسرائيل يفجر مفاعل أراك .. من يوقف لعبة النار ؟

بقلم الكاتب الصحفى أيمن شاكر
رئيس قسم الأدب ✍🏻
مع سكون الفجر يوم 19 يونيو 2025، انفجر صمت السماء بوابل من اللهب. ثلاثون صاروخاً إيرانياً باليستياً وفرط صوتياً اخترقت دفاعات “القبة الحديدية” في هجوم هو الأعنف منذ بداية الحرب، مستهدفةً قلب تل أبيب. الدمار الذي خلفه هذا الهجوم، والرد الإسرائيلي المدمر على عمق الأراضي الإيرانية، لم يهز فقط الأرض، بل هزّ عرش السياسة الدولية، ودفع المنطقة إلى حافة الهاوية.
🩸تفاصيل الضربة الإيرانية : عندما اهتزت المدينة التي لا تقهر
1. أهداف الضربة : بين العسكري والرمزي
– مبنى البورصة : رمز القوة الاقتصادية الإسرائيلية، تحول إلى ركام. انهيار جزء من المبنى يشير إلى ضربة موجعة لثقة المستثمرين.
– بيت داني نافيه : إصابة مقر وزير البيئة السابق وعضو الليكود ليست صدفة. رسالة سياسية بأن “لا أحد محمي”.
– مقر المخابرات العسكرية (أمان) ووزارة الحرب : ضربات مباشرة تعطل أنظمة القيادة والسيطرة، وتكشف ثغرات في الدفاعات.
– مستشفى سوروكا العسكري : الضربة الأكثر إثارة للجدل. انهيار أجزاء منه وتسرب مواد كيميائية خطيرة، أجبر على إخلاء مئات الجرحى من الجنود القادمين من غزة.
2. الرواية الإيرانية : “نحن لم نستهدف المستشفى
أكدت طهران أن أهدافها كانت :
– مقر قيادة الاستخبارات العسكرية (IDF C4I) المختبئ تحت المستشفى.
– معسكر غاف يام الاستخباري في الحديقة التكنولوجية المجاورة.
اتهام صريح لإسرائيل : استخدام المستشفيات كدروع بشرية وهي التهمة ذاتها التي تلقيها إسرائيل على حماس.
3. تقنية الهجوم: لماذا نجح ؟
– خليط صاروخي متطور : صواريخ “خرمشهر” الباليستية (مدى 2000 كم) مع “فاتح” الفرط صوتية التي تفوق سرعة الصوت.
– هجوم متعدد المحاور : تشويش أنظمة الرادار الإسرائيلية بواسطة طائرات مسيرة، قبل إطلاق الصواريخ.
– استغلال الثغرات : الضربة استهدفت ساعات تغيير نوبات الحراسة في القواعد العسكرية.
💧 الرد الإسرائيلي : الضربة التي هزت طهران
1. عملية “سهم الظلام
بعد ساعات فقط، حلقت 40 طائرة إسرائيلية (F-35 وF-15) في سماء إيران، متجنبة الرادارات عبر الأجواء الأردنية والعراقية.
2. مفاعل أراك النووي : الهدف الأكبر
– تدمير بنسبة 90% : الضربة أدت إلى انهيار القبة الرئيسية وتسرب مواد مشعة.
– لماذا أراك تحديداً ؟
– كان الموقع ينتج “البلوتونيوم” المادة الأكثر فتكاً في الأسلحة النووية.
– تعليقه بموجب الاتفاق النووي 2015 جعله “ورقة ضغط” إيرانية. تدميره يعني إغلاق ملف التسلح النووي الإيراني لعقد قادم.
3. أهداف أخرى : ضربات بالغة الدقة
– معامل صواريخ في أصفهان.
– مراكز تدريب للحرس الثوري في كرمان.
– خط أنابيب النفط “جاسك” الاستراتيجي.
🩸تداعيات الكارثة : أرقام تكشف المأساة
| الموقع | الخسائر |
|———————|—————————–|
| تل أبيب | 50 مصاباً (3 حالات حرجة) |
| مستشفى سوروكا | 17 جريحاً بينهم أطباء وممرضات |
| مفاعل أراك | 9 قتلى من العلماء والفنيين |
| خط أنابيب جاسك | خسائر تقدر بمليار دولار |
💧ردود الفعل الدولية : صمت مشبوه وتحذيرات خطيرة
1. البيت الأبيض : أدان الهجوم على تل أبيب ، لكنه وصف تدمير “أراك” بأنه “تطور مقلق”.
2. روسيا : طالبت بـ”ضبط النفس”، بينما زادت من وجودها في قواعدها السورية.
3. السعودية : ناشدت مجلس الأمن بالتدخل، وأعلنت حالة التأهب القصوى.
4. الأمم المتحدة : الأمين العام حذر :
العالم على شفا حرب إقليمية لا يعرف عواقبها أحد
💧تحليل استراتيجي : ماذا وراء الضربات ؟
أهداف إيران الخفية :
– الانتقام لمقتل قادة الحرس الثوري في سوريا (الذي نسبته لإسرائيل).
– اختبار قدرات الردع بعد تزويد إسرائيل بأسلحة أمريكية متطورة.
– إشعال الجبهة الداخلية في إسرائيل عبر تصعيد يخلق ضغطاً شعبياً على الحكومة.
🩸حسابات إسرائيل الخطيرة :
– إعادة تعريف “الخط الأحمر : تدمير مفاعل نووي يرسل رسالة: أي تهديد وجودي سيُدمر.
– استباق ضربة إيرانية محتملة أثناء حرب غزة.
– جر واشنطن لمواجهة مباشرة مع طهران عبر تصعيد لا يمكن تجاهله.
💧 سيناريوهات المستقبل : من حافة الهاوية إلى الهاوية ؟
1. السيناريو الكابوسي :
– هجوم إيراني على منشآت النفط السعودية أو حيفا.
– ضربة أمريكية مباشرة على منشآت نووية إيرانية.
– إغلاق مضيق هرمز.
2. سيناريو الاحتواء :
– وساطة عمانية/قطرية لوقف إطلاق النار.
– صفقة تبادل ضربات “محدودة” مقابل صمت دولي.
3. سيناريو الانفجار الشعبي :
– احتجاجات في إسرائيل تطالب باستقالة الحكومة.
– تظاهرات في إيران ضد “مغامرة” النظام.
💧تأثيرات غير مباشرة: زلزال يهز العالم
– الأسواق العالمية : ارتفع سعر النفط إلى 130 دولاراً للبرميل.
– الملاحة الجوية : إلغاء رحلات إلى إسرائيل وإيران والأردن.
– الاتحاد الأوروبي : دعوة عاجلة لاجتماع طارئ لبحث “خطة إخلاء مواطنيه”.
💧خاتمة : عندما يصبح الرعب روتيناً
ها هي الشرق الأوسط تدور مرة أخرى في عجلة العنف ذاتها :
صواريخ تُجابَه بقنابل، ودماء تُسفَك بدماء، وخطابات بطولية تُخفي خلفها آلاف القلوب المرتعبة. إيران دفعت الثمن في “أراك”، وإسرائيل في “سوروكا”، لكن الثمن الأكبر دفعه طفل في بئر السبع لم يعرف لماذا انقلب سقف المستشفى فوقه، وعالم في طهران كان يحلم بإنهاء تجربته قبل الفجر بقليل.
ها هي الحربُ تأكل أبناءها .. وتأكل معهم كل بصيص إنسانية بقي فينا.
أليس من العار أن ينتظر العالم دماراً كاملاً كي يتذكر أن السلام خيار ؟
الموت لا يحتاج إلى بطولة ، بل يحتاج فقط إلى بشر ينسون أنهم بشر .
حفظ الله مصر وقيادتها وشعبها العظيم
سنلتقى إن كان فى العمر بقيه