فن التجاهل : نافذة نحو السلام الداخلي والحدود الواضحه

بقلم : أيمن شاكر
نائب رئيس قسم الأدب
في زمن تشابكت فيه العلاقات ، نكتشف أن التجاهل ليس ضعفًا ، بل فنٌّ يحتاج إلى حكمة وقوة ، إنه النافذة التي نختار من خلالها ما يدخل إلى عالمنا الداخلي ، لنحمي سلامنا من رياح السلبية والمصالح الزائفة ، التجاهل هنا ليس إهدارًا للقيمة الإنسانية ، بل تصفية للعلاقات التي تستنزف الروح وتسرق الوقت.
فلو بحثنا عن أنماط التجاهل وأساليب مواجهتها … سنجد أربع أنماط مهمه وهم 👇🏻
١ـ تجاهل أصحاب السوء : هو درع الوقاية من السموم …
فأصحاب السوء هم أولئك الذين يتنفسون التشاؤم ، وينثرون الإشاعات كالنار في الهشيم. مواجهتهم قد تزيد لهيبهم ، لذا يكون التجاهل سلاحًا صامتًا
ـ فحاول ان تقلل التفاعل معهم دون إثارة الصراع.
– استخدم لغة الجسد المحايدة ( كالابتسامة الخفيفة أو الإجابات القصيرة ).
– احتفظ بمساحة نفسية ، وتذكّر أن الطاقة السلبية معدية .
٢ـ تجاهل أصحاب المنفعة : هو حدود واضحة لقلب مغلق …
فهم من يطرقون بابك حين يحتاجون ، ويختفون كالظل عند زوال المصلحة .
فالتعامل معهم يتطلب :
– عدم التورط عاطفيًّا ، والتمييز بين الصداقة والتعاون المؤقت.
– وضع شروط واضحة منذ البداية ، ورفض طلباتهم التي تتجاوز الحدود.
– تقبّل أن بعض العلاقات مؤقتة ، ووداعهم بلا ندم حين تنتهي الحاجة.
٣ـ تجاهل المستغلين المؤقتين : يحتاج إلى المراقبة والوعي ..
فهم من يرسمون الوداع حتى تنتهي مهمتك ، اكتشفهم مبكرًا عبر :-
– ملاحظة تكرار التواصل فقط في الأزمات.
– تجنب إعطائهم الأولوية في وقتك ومشاعرك.
– التعامل ببرود مهذب عند انتهاء دورك ، كإغلاق بابٍ لا يُقرَع مرتين.
٤ـ العلاقات النسائية في العمل : يجب تتلخص فى الاحترام والوضوح …
في بيئة العمل ، قد تُختبر بمواقف غامضة أو تلميحات سخيفة . هنا ، التجاهل لا يعني التجاهلَ الكامل ، بل رسم حدودٍ تحمي كرامتك واحترافيتك عبر :-
– حفاظك على التفاعل المهني الخالي من الدعابة غير المناسبة.
– تجنب المواقف الخاصة ( كالاجتماعات المنعزلة أو المحادثات الشخصية المطوّلة ).
– تجاهل التلميحات غير الملائمة بتجاهلٍ واعٍ ، أو بطلب واضح لتركيز الحوار على العمل.
وختاماً … التجاهل هو فن البقاء مضيئًا …
فالتجاهل نافذةٌ نطلّ منها على الحياة بوعي ، نغلقها على الضوضاء لنسمع صوت أنفسنا ، إنه اختيارٌ جريءٌ لتحرير الروح من أسر المُستنزفين ، وزرعُ حدودٍ تُزهِر فيها الثقةُ والسلام .
وتذكّر دائما ً : ليست كل الصمت ضعفًا ، فبعضُه إمبراطوريةٌ من الكبرياء .
فكما أقول دائماً … ” لا تُناقش السفيه فتغرق في بحره ، بل امشِ على شاطئِ قيمك ، ودعهُ يغرق في جهله وحده “.
فالحياة قصيرةٌ لأن تُهدرها على مَن لا يراك إلّا مرآةً لمصالحه ، أو سُلّمًا لطموحه .
فنصيحه أيها القارئ الجميل … اخترْ مَنْ يرى فيك الشمس ، لا الظل .
سنلتقى إن كان فى العمر بقيه