قوة المشاعر: الوجه الخفي للأمراض وصحة الجسد
قوة المشاعر: الوجه الخفي للأمراض وصحة الجسد
في كل لحظة نعيشها، يتدفق في عقولنا بحر من المشاعر: الفرح، الخوف، الغضب، الامتنان… هذه المشاعر ليست مجرد أحاسيس عابرة؛ إنها لغة خفية يتحدث بها الجسد. ما نشعر به اليوم قد يظهر غدًا على هيئة طاقة نابضة بالحياة، أو ألم صامت يطرق باب المرض.
حين تتحول المشاعر إلى أمراض
العلم الحديث يثبت أن التوتر والضغط النفسي المستمر يرفعان من مستوى هرمونات مثل الكورتيزول، ما يضعف المناعة ويزيد فرص الإصابة بأمراض القلب، السكري وحتى السرطان.
الغضب المكبوت قد يظهر كارتفاع في ضغط الدم.
الحزن العميق قد يثقل الصدر ويؤدي لمشكلات تنفسية.
القلق المستمر قد ينعكس في اضطرابات المعدة والهضم.
الجسد لا ينسى ما يعيشه القلب، بل يخزن المشاعر غير المعالجة في الخلايا، حتى تعود لاحقًا على هيئة مرض يطلب منا الانتباه.
المشاعر الإيجابية… أدوية بلا وصفة
كما أن الألم يولّد المرض، فإن الحب، الامتنان، والرضا يفتحون أبواب الشفاء. دراسات كثيرة أكدت أن الأشخاص المتفائلين يتعافون أسرع من العمليات الجراحية، وأن من يعيشون بمشاعر حب وطمأنينة يتمتعون بجهاز مناعي أقوى.
المشاعر الإيجابية لا تغيّر الكيمياء الدماغية فقط، بل تعيد برمجة الجسد كله على مستوى الخلايا.
فكيف نعيد التوازن بين القلب والجسد؟
1_الوعي بالمشاعر: الاعتراف بالغضب أو الحزن بدل كتمانه.
2-التنفس الصحي: الكتابة، الحديث، أو ممارسة الرياضة لتفريغ الطاقة.
3-التأمل والتنفس: أدوات قوية لإعادة الجهاز العصبي لحالة الهدوء.
التسامح والعفو : من أعمق طرق التحرر؛ فهي تطلق سراحنا من السجن الداخلي.
وختاما _
الجسد مرآة صادقة لما يسكن القلب. حين نهمل مشاعرنا نصاب بالمرض، وحين نحتضنها بالوعي والرحمة، يزهر الجسد بالصحة والعافية.
المشاعر ليست عدوًا… بل بوابة لفهم أنفسنا والوصول إلى شفاء أعمق.
د٠. نوران علي بركات