Uncategorized

لماذا لم تسقط مصر تحت ضغوط الاعتداءات الأمريكية ؟

Oplus_131072

بقلم : أيمن شاكر
نائب رئيس قسم الأدب

مصر ، بموقعها الاستراتيجي وتاريخها العريق، كانت دائمًا محط أنظار القوى العالمية، خاصة في ظل الصراعات الإقليمية والدولية التي تشهدها منطقة الشرق الأوسط. في السنوات الأخيرة، وخاصة خلال فترة حكم الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ، تعرضت مصر لضغوط سياسية واقتصادية من قبل الولايات المتحدة، سواء من خلال التصريحات العلنية أو عبر خطط استراتيجية تهدف إلى إعادة تشكيل المنطقة. ومع ذلك، ظلت مصر صامدة ولم تسقط تحت هذه الضغوط. فما هي أسباب هذا الصمود؟

1. العمق التاريخي والثقافي لمصر

مصر ليست مجرد دولة عابرة في التاريخ؛ فهي تمتلك عمقًا حضاريًا وثقافيًا يجعلها قادرة على الصمود في وجه التحديات. الشعب المصري، بوعيه التاريخي وإدراكه لأهمية دوره الإقليمي، لم يسمح للضغوط الخارجية بأن تؤثر على استقراره. مصر كانت دائمًا قلب العالم العربي، وهذا الدور أعطاها قوة معنوية وسياسية تجعلها قادرة على تحمل الضغوط.

2. الاستقرار الداخلي والسياسة الخارجية المتوازنة
على الرغم من التحديات الداخلية التي تواجهها مصر، إلا أن القيادة المصرية استطاعت الحفاظ على استقرار نسبي في الداخل، مما منحها القدرة على التعامل مع الضغوط الخارجية. السياسة الخارجية المصرية، خاصة في عهد الرئيس عبد الفتاح السيسي، اتسمت بالتوازن والاعتدال، حيث حرصت مصر على عدم الانجرار إلى صراعات مباشرة مع القوى الكبرى، مع الحفاظ على مصالحها الوطنية.

3. العلاقات الإقليمية والدولية المتشابكة

مصر ليست معزولة؛ فهي تمتلك شبكة واسعة من العلاقات الإقليمية والدولية التي تجعل من الصعب على أي دولة أن تفرض عليها إرادتها. العلاقات الوثيقة مع دول الخليج، خاصة السعودية والإمارات، بالإضافة إلى العلاقات التاريخية مع روسيا والصين، أعطت مصر مساحة كبيرة للمناورة في السياسة الدولية. كما أن مصر عضو فاعل في العديد من المنظمات الدولية، مما يعزز من مكانتها وقدرتها على تحمل الضغوط.

4. الموقف الثابت من القضية الفلسطينية

القضية الفلسطينية كانت دائمًا محورًا رئيسيًا في السياسة المصرية. مصر، بوصفها دولة محورية في الصراع العربي الإسرائيلي، لم تسمح لأي ضغوط خارجية بأن تؤثر على موقفها الثابت تجاه القضية الفلسطينية. حتى في ظل الخطط الأمريكية التي تهدف إلى إنهاء الصراع بطرق قد لا تخدم المصالح الفلسطينية، ظلت مصر تدعم حل الدولتين وتدعو إلى تحقيق العدالة للشعب الفلسطيني.

5. الاقتصاد المصري وقدرته على التحمل

على الرغم من التحديات الاقتصادية التي تواجهها مصر، إلا أن الاقتصاد المصري أظهر مرونة وقدرة على التحمل في وجه الضغوط الخارجية. الإصلاحات الاقتصادية التي تم تنفيذها في السنوات الأخيرة، بالإضافة إلى الدعم المالي من الحلفاء الإقليميين، ساعدت مصر على تجاوز الأزمات الاقتصادية التي كانت قد تستغلها القوى الخارجية للضغط عليها.

6. الوعي الشعبي والرفض للتدخلات الخارجية

الشعب المصري، بوعيه السياسي والوطني، لم يسمح للتدخلات الخارجية بأن تؤثر على سيادة بلاده. التصريحات العلنية التي أطلقها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ، والتي حاولت النيل من مكانة مصر أو الضغط عليها، قوبلت برفض شعبي واسع. هذا الوعي الشعبي كان عاملاً مهمًا في تعزيز صمود مصر في وجه الضغوط.

7. الدور العسكري والأمني لمصر
الجيش المصري يلعب دورًا محوريًا في الحفاظ على استقرار البلاد وأمنها. القوة العسكرية المصرية، التي تعد واحدة من أقوى الجيوش في المنطقة، أعطت مصر القدرة على حماية نفسها من أي تهديدات خارجية. كما أن الدور الأمني لمصر في مكافحة الإرهاب ساهم في تعزيز مكانتها الدولية كشريك استراتيجي في الحرب ضد التطرف.

الخلاصة
مصر، بكل ما تمتلكه من عمق تاريخي وثقافي، وعلاقات إقليمية ودولية متشابكة، وقوة عسكرية وأمنية، استطاعت أن تصمد في وجه الضغوط الأمريكية، سواء تلك التي جاءت عبر تصريحات ترامب أو عبر الخطط الاستراتيجية التي تهدف إلى إعادة تشكيل المنطقة. الصمود المصري ليس مجرد صدفة، بل هو نتاج إرادة شعب وقيادة واعية تعرف كيف تحمي مصالح بلادها في عالم مليء بالتحديات.

حفظ الله مصر وشعبها
سنلتقى إن كان فى العمر بقيه

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى