
بقلم : أيمن شاكر
رئيس قسم الأدب
في لحظات اليأس ، نظن أن الزمن توقف … نودع وظيفةً ، شخصًا عزيزًا ، أو حلمًا كرّسنا سنواتٍ لبنائه ، فعندها نغوص في دوامة الأفكار السوداء ، ونعتقد أن النهوض مستحيل . لكن الحقيقة ؟ الخسارة ليست آخر السطر … بل عنوانٌ لصفحةٍ لم تُقلب بعد .
كل تجربة فشلٍ تكشف لك ما خفيَ عن عينيك ، تُريك من وقف بصدقٍ معك في وجه العاصفة ، ومن تخلى عنك حين احترقت السفينة ، فتُعيد ترتيب أولوياتك ، وتميّز بين ما يستحق العناء في حياتك ، وما كان مجرد وهمٍ رُسِمَ على جدار الأماني.
فأحيانًا يُغلَق بابٌ كنتَ تعتبره المنفذ الوحيد ، لكن ربما يكون هذا الإغلاق مفتاحاً لمساراتٍ لم تكن لتخطر ببالك ، ربما ، دروبٌ أكثر نضجًا ، تناسبُ من أصبحتَ اليوم ، لا من كنتَ عليه بالأمس .
فقد لا ترى الضوء وأنت في قلب المعركة … لكن حين تهدأ الأمواج وتُبصرُ ما وراء الألم ، ستدرك أن كل خطوة مضت كانت تُنسج خيوطَ قصتك القادمة ، فربما لن تنهضَ دفعةً واحدةً ، وهذا ليس عجزًا ، بل حكمة . المهم أن تتحرّك ولو ببطء ، حتى ولو خطوةً واحدةً في اليوم ، فقوة الإرادة لا تُقاس بسرعة الوصول ، بل بالشجاعة التي تُشعلها في قلب الظلام .
وستأتي لحظةٌ تنظر فيها إلى الماضي بامتنان ، لأن ما ظننته ” نهاية ” كان مجرد محطةٍ أعدّتك لبدايةٍ جديدة : بقلبٍ أعرفُ بدروب الألم ، وعقلٍ أوسعُ حكمةً ، وروحٍ لا تعرفُ سوى التحدي .
فثق بأنك قادر … فالبذرة لا تخاف الظلام ، لأنها تعلم أن نور الشمس سيُخرِجُ منها شجرةً تلامس السماء . 🌱
سنلتقى إن كان فى العمر بقيه