من هندسة الكهرباء إلى الريادة في التعليم… مها محمد تكتب قصة نجاح ملهمة

من قلب القاهرة، تبرز قصة مها محمد، ابنة 14 ديسمبر 1989، التي انتقلت من مجال الهندسة الكهربائية إلى عالم التعليم والتدريب، لتصبح نموذجًا ملهمًا للعديد من الشباب الطامحين في إعادة اكتشاف أنفسهم وصناعة مستقبل جديد.
بدأت رحلة مها بعد تخرجها من كلية الهندسة بتقدير جيد جدًا، حيث عملت لثماني سنوات في مجالها وحققت نجاحًا ملحوظًا. ورغم ذلك، ظلت تشعر أن هناك “شيئًا ناقصًا” بداخلها، ورغبة دفينة في خوض مسار جديد.
مع مرور الوقت، ومع تغير الظروف من حولها، اتخذت قرارًا صعبًا بترك مجال الهندسة والبحث عن بديل آخر. جربت مجالات متعددة، درست كورسات مختلفة، بل التحقت بدورات متقدمة في إدارة المشاريع مثل PMP، إلى جانب تطوير لغتها الإنجليزية التي لم تكن في البداية بالمستوى الذي تطمح إليه.
لكن نقطة التحول الحقيقية جاءت عندما قررت أن تخوض تجربة التدريس. شجعها أحد المدربين على هذه الخطوة، فبدأت رحلة جديدة مليئة بالشغف. التحقت بتدريبات احترافية في طرق التدريس الحديثة، ونجحت في وقت قصير أن تترك بصمة مميزة، حتى صار الطلاب يطلبونها بالاسم.
ولم تتوقف عند هذا الحد، بل تابعت دراستها بشكل أكاديمي، حتى حصلت على اعتماد رسمي كمدربة من مركز تدريب بلندن. ومن هنا، توسعت أحلامها أكثر لتؤسس أكاديميتها الخاصة (Mastery English)، التي تقدم تجربة مختلفة لتعليم اللغة الإنجليزية، تركز على الطالب كفرد مميز، وتحرص على مساعدته ليس فقط في إتقان اللغة، بل في اكتشاف ذاته وأهدافه أيضًا.
تقول مها: “أنا عملت كاريير شفت في التلاتين، وده رسالة لكل حد فاكر إن الوقت عدى، لسه قدامك الفرصة. توكل على الله، واخلص النية، وربنا هيوفقك للخير. رب الخير لا يأتي إلا بالخير.”
قصة مها محمد ليست مجرد رحلة انتقال وظيفي، بل هي رسالة أمل بأن العمر ليس عائقًا أمام النجاح، وأن الإصرار والشغف قادران على فتح أبواب جديدة مهما بدا الطريق مليئًا بالصعوبات