🎨 الدكتورة سمر الحسن… فنانة سكندرية تحمل التراث إلى العالميه

من عروس البحر المتوسط، مدينة الإسكندرية، خرجت فنانة تمتلك حسًّا بصريًا فريدًا، يجمع بين التراث الشعبي والحداثة المعاصرة، لتثبت أن الفن قادر على عبور الحدود والثقافات. إنها الدكتورة سمر الحسن، التي اختارت أن تكون للفن رسالة، وللإبداع معنى يتجاوز الشكل واللون.
من الأكاديمية إلى الريادة
تخرجت الدكتورة سمر الحسن في كلية التربية النوعية بجامعة الإسكندرية، وحصلت على درجة دكتوراه الفلسفة في الفنون، لتبدأ رحلة مهنية وعلمية حافلة، جمعت فيها بين التدريس الأكاديمي والعمل الميداني والإبداع الفني.
وفي كل محطة من مسيرتها، كانت تؤكد أن الفن ليس مجرد موهبة، بل علم وثقافة ورسالة تربوية يمكن أن تساهم في بناء الوعي والذوق العام.
خبرات راسخة في دولة الإمارات
امتدت رحلة الدكتورة سمر إلى دولة الإمارات العربية المتحدة، حيث تركت بصمتها في المجالين الفني والتربوي. عملت منسقًا للفنون البصرية والتطبيقية بمراكز الأطفال والفتيات التابعة لحكومة الشارقة، تحت رعاية سمو الشيخة جواهر حرم صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة.
كما شاركت في وزارة التربية والتعليم الإماراتية كـ منسق فني، وعضو في هيئة وضع المناهج، مساهمةً في تطوير البرامج الفنية التعليمية، وربطها بالهوية والثقافة العربية.
إلى جانب ذلك، كانت عضوًا في هيئة القوافل التراثية بدولة الإمارات، حيث شاركت في مبادرات تهدف إلى إحياء الحرف والموروث الشعبي الإماراتي، عبر رؤية فنية معاصرة تعزز التواصل بين الأجيال.
بصمة فنية عربية عالمية
على الصعيد الإبداعي، تعد الدكتورة سمر الحسن من الفنانات التشكيليات اللاتي جمعن بين الهوية المصرية والانفتاح العالمي.
قدمت العديد من المعارض الفنية داخل مصر وخارجها، أبرزها معرضها في إسبانيا، إلى جانب معارض عديدة في دولة الإمارات العربية المتحدة، حظيت باهتمام النقاد والجمهور على حد سواء.
تميزت أعمالها بقدرتها على تحويل التراث الشعبي إلى رؤية بصرية معاصرة، مستلهمةً الرموز والعناصر الثقافية المصرية والعربية في تشكيلات فنية تنبض بالحياة واللون والرمز.
فكر وبحث وإبداع
ولم يتوقف عطاؤها عند حدود الريشة والألوان، بل امتد إلى مجال البحث العلمي، حيث أصدرت كتابها المتميز بعنوان:
«المردود الثقافي الشعبي لمنتجات الأبروش كمصدر لاستحداث مشغولات فنية معاصرة»،
وهو عمل يجمع بين الدراسة الأكاديمية والتحليل الجمالي، ويطرح رؤية جديدة لاستلهام التراث الشعبي كمصدر للإبداع الحديث في الفنون التطبيقية.
ختام
تمثل الدكتورة سمر الحسن نموذجًا للفنانة الأكاديمية التي تزاوج بين الفكر والإبداع، والعلم والموهبة، والمحلية والعالمية.
ومن خلال مسيرتها الغنية، تؤكد أن الفن ليس انعزالًا عن الواقع، بل هو مرآة للثقافة، وجسر يربط الماضي بالحاضر، ليحمل ملامح المستقبل.