Uncategorized

“أميمة مصطفى فاروق”.. نموذج مشرّف يرفع اسم الأزهر عاليًا

 

 

في زمن تتداخل فيه القيم وتضيع فيه المبادئ، تظهر نماذج مضيئة تذكّرنا بأن الأصالة لا تزال حيّة، وأن الانتماء الحقيقي لا يُشترى ولا يُفرض، بل يُولد من الداخل.

الطالبة أميمة مصطفى، إحدى طالبات جامعة الأزهر الشريف، أثبتت ذلك بجدارة، من خلال مواقفها المشرفة وفعالياتها المتنوعة التي كانت فيها دائمًا في طليعة الصفوف.

 

.. فتاة في عمر الزهر تُعيد تعريف الشرف والالتزام

 

في وقتٍ تتسارع فيه الأحداث وتتشابك فيه المفاهيم، تبرز بعض الأسماء كمنارات للثبات، ونماذج تُحتذى. ومن هذه الأسماء، يسطع اسم الطالبة أميمة مصطفى، الطالبة بكلية الشريعة والقانون بجامعة الأزهر الشريف، والتي رغم حداثة سنها وكونها في ربيعها التاسع عشر، أثبتت أن العُمر ليس مقياسًا للنضج، ولا للمبدأ.

 

“أميمة” ليست مجرد طالبة، بل هي روح طاهرة، ووجه يفيض بالاحترام، وقلب مليء بالمحبة. عرفها زملاؤها بخلقها العالي، وتواضعها الشديد رغم إنجازاتها، وتميزها في كل ما أُوكل إليها من مسؤوليات، لم تكن يومًا باحثة عن الأضواء، لكنّ الأضواء سعت إليها، لأنها كانت دائمًا حيث يجب أن تكون: بين الجد، والانضباط، والنية الطيبة.

 

الفتاة التي رفعت الرأس في غياب الجميع

 

حين تغيب العيون، يظهر الصادقون. وفي غياب من يراقب أو يوجه، رفعت”أميمة” راية الالتزام، ومثّلت جامعتها في أنشطة متعددة كانت فيها عنوانًا للانضباط، وحازت على شهادة من الدولة تؤكد أنها من النماذج المشرفة لجمهورية مصر العربية، وهو وسام لا يُمنح إلا لمن يستحقه فعلًا، بفعلٍ لا بضجيج.

 

لكنّ ما لفت الأنظار فعلًا، لم يكن فقط نشاطاتها أو مشاركاتها، بل موقفها النبيل عندما انسحبت بكل احترام من مشاركة شعرت أنها لا تمثل هويتها الأزهرية ومبادئها الدينية. لم تهاجم، لم تسيء، لم ترفع صوتها، فقط كتبت بيانًا هادئًا قال الكثير في كلمات قليلة:

 

> “أفخر بانتمائي لجامعة الأزهر الشريف، وبانتمائي لمجتمع شرقي محافظ… أعلن انسحابي من بعض المشاركات التي لا تتناسب مع مبادئي… الثبات على المبدأ قد لا يكون الطريق الأسهل، لكنه الطريق الذي يترك أثرًا في قلوب من يعرفون قيمة الأصل…”

 

 

 

هذا البيان لم يكن مجرد قرار، بل كان إعلانًا عن فتاة تعرف نفسها، وتعرف ربها، وتعرف كيف تحفظ كرامتها دون أن تؤذي أحدًا.

 

رغم الموهبة.. آثرت المبدأ

 

ورغم براعتها الشديدة في الإلقاء، وجمال صوتها الذي يجذب القلوب، وقدرتها الفائقة على الكتابة وصياغة الأفكار بلغة قوية وأسلوب راقٍ، إلا أن أميمة مصطفى رفضت أن تُستغل موهبتها في غير ما تراه حقًا وخيرًا.

رفضت الظهور لمجرد الظهور، واعتذرت عن المشاركة في أي فعالية لا تعبر عن قناعتها، أو لا تشبه مبادئها التي تربت عليها.

 

لقد اختارت الطريق الأصعب: أن تقول “لا” حين يقول الجميع “نعم”، وأن تحفظ لنفسها حق التميّز دون أن تفرّط في وقارها.

لم تُغريها الأضواء، لأنها كانت تدرك أن الكلمة مسؤولية، وأن الظهور لا يكون شرفًا إلا إذا كان في طريق حق.

 

حجابها حريّة.. ونقابها فخر

 

لم تكن أميمة مصطفى فقط نموذجًا مشرفًا لجمهورية مصر العربية، بل كانت – ولا تزال – صورة مشرّفة للفتاة التي تمشي بثبات لم يكن حجابها عائقًا، بل كان تاجًا، ولم يكن نقابها حبسًا، بل كان حريّة حقيقية اختارتها عن اقتناع.

 

وما أجمل أن ترى فتاة في سن التاسعة عشر تتعامل مع قيمها بهذا العمق، وتواجه العالم بهذه الروح الراقية، فتُعطي من حولها درسًا في أن الحياء لا يُلغِي القوة، وأن الحشمة لا تُضعف الشخصية، بل تزيدها وقارًا وكرامة.

 

التواضع والهيبة في قلبٍ واحد

 

من تعاملوا مع” أميمة”، قالوا إنها تجمع بين التواضع العميق والهيبة التي تفرض الاحترام. رغم صغر سنها، فهي شديدة الحكمة، دبلوماسية في رأيها، محبة للجميع .

تحترم كل الآراء، لكنها تعرف كيف تكون حازمة حين يتعلق الأمر بمبادئها. لا تُجامل على حساب قناعتها، ولا تُساير على حساب دينها.

 

الطالبة التي لم تتغيّر رغم كل التقدير

 

رغم كل ما نالته من تكريم وشهادات، لم تتغيّر “أميمة”. لم تترك التقدير يغيّر من بساطتها. لا زالت تلك الفتاة التي تلقي السلام على الجميع، وتبتسم للجميع، وتساعد من يحتاج دون أن تنتظر مقابلًا.

 

هي النموذج الذي ننتظره من أبناء الأزهر: علم، وأخلاق، واعتزاز بالهوية. وهي القدوة التي يجب أن يُسلّط عليها الضوء لا لأنها تسعى إليه، بل لأنها تستحقه.

 

 

 

رسالة شكر باسم كل من عرفها

 

إلى أميمة مصطفى:

نشكرك لأنكِ مثلتينا ونحن غائبون، نشكرك على احترامك لنفسك، ولغيرك، وعلى أسلوبك النقي في التعبير عن رأيك.

نشكرك لأنكِ دلّيتينا أن الصدق والتهذيب لا يمنعان الثبات، وأن المبادئ يمكن أن تُقال بأدب، وأن الحياء لا يتعارض مع القوة.

 

كلية الشريعة والقانون تفخر بكِ.

وجامعة الأزهر تفتخر أنكِ من بناتها

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى