Uncategorized

أنوثة الوعي.. لما تكون هي النعومة والعقل في نفس الوقت

 

 

الأنوثة مش مجرد شكل، ولا لبس، ولا صوت ناعم، ولا طريقة كلام. الأنوثة حالة وعي وسلام داخلي قبل أي حاجة، طاقة بتطلع من جوا البنت لما تبقى متصالحة مع نفسها، فاهمة قيمتها، ومتصالحة مع أن ضعفها مش عيب، وإن قوتها مش في إنها تبقى راجل… لكن في إنها تكون “هي” ببساطة.

 

الأنوثة مش دراما، ومش تمثيل، ومش استضعاف.

الأنوثة وعي، يعني تبقى الست مدركة إنها مش محتاجة تثبت نفسها لأي حد، لأن وجودها في حد ذاته كفاية.

الست الوعية مش بتجري ورا الإعجاب، هي بتعيش في رضا.

مش بتفضل تقول “أنا قوية” علشان الناس تصدق، هي بتتصرف بثقة تخلّي الكلمة دي تبان من غير ما تنطقها.

 

في أنوثة الوعي، الست مش بتتنازل ولا بتتكبر.

هي بتوازن بين الحنية والحزم، بين القلب والعقل، بين الأخذ والعطاء.

عارفة إمتى تحنّ، وإمتى توقف، وإمتى تسيب، وإمتى تمشي.

وده سر الجمال الحقيقي، الجمال اللي بيطلع من جوّا قبل ما يبان على وشها أو لبسها.

 

الست اللي واصلة لحالة الوعي دي، بتفهم إن السلام مش هيجيلها من الناس، لكن من علاقتها بنفسها.

بتعرف تحتضن ضعفها بدل ما تهاجمه، وتسمح لنفسها تبكي لو محتاجة، من غير ما تحس إنها انهارت.

بتبص في المراية وتقول “أنا كفاية” من غير مكياج، من غير تصنّع، من غير مقارنة.

 

زمان علمونا إن الأنوثة يعني استسلام، وإن الست اللي تفكر بعقلها تبقى “جامدة”.

لكن الحقيقة إن الأنوثة الوعية بتجمع بين العقل والقلب في أجمل صورة.

الست اللي بتفكر وبتحب في نفس الوقت دي أكتر واحدة بتعرف تعيش بتوازن.

هي مش بتفصل التفكير عن الإحساس، بالعكس… بتخلي عقلها يخدم قلبها، وقلبها ينور عقلها.

 

الأنوثة الوعية فيها سلام.

سلام يخليها لما تتكلم تكون كلماتها طيبة،

ولما تسكت يكون سكوتها حكمة،

ولما تضحك الناس تحس إنها بتنشر نور مش مجرد صوت.

سلامها بيأثر في اللي حواليها من غير ما تحاول، لأن الطاقة الحقيقية مش بتتقال، بتتحس.

 

في أنوثة الوعي، مفيش تنافس بين الستات.

الست الواعية بتفرح بجمال غيرها، لأنها عارفة إن كل واحدة لها لمعة مختلفة.

مفيش واحدة نسخة من التانية، ومفيش جمال أحسن من التاني،

فيه جمال “خاص”، كل روح لها بصمتها.

 

الأنوثة كمان فيها مسؤولية.

مسؤولية إنها تعرف تدي من غير ما تستهلك نفسها،

وإنها تحب من غير ما تذوب في اللي بتحبه،

وإنها تتواجد في علاقة وهي لسه محتفظة بذاتها،

لأنها فاهمة إن الحب مش تمسّك ولا امتلاك،

لكن مشاركة ووعي ونية نقية.

 

الست الوعية بتتعامل مع العلاقة مش كملاذ، لكن كمرآة.

كل علاقة بتدخلها بتتعلم منها حاجة عن نفسها:

لو اتوجعت، بتسأل “الوجع ده بيوريني إيه عني؟”

ولو اتقبّلت، بتشكر وبتتعلم إزاي تحتضن أكتر.

الأنوثة مش إنك ما تتأذيش،

الأنوثة إنك ترجعي تقومى بنور أكتر بعد كل وجع.

 

الأنوثة مش بتتخلق، الأنوثة بتتفعل.

كل بنت فيها البذرة دي من يوم اتولدت،

لكن اللي بيكبرها هو الوعي، مش الزمن.

كل تجربة، كل ألم، كل لحظة شك، بتقربها من حقيقتها أكتر.

وكل ما بتتعلم تحتضن نفسها، بتكبر جواها أنوثة الوعي.

 

أنوثة الوعي مش بتخاف من الوحدة،

لأنها عارفة إنها مش وحيدة،

جواها الله، وجواها روحها، وجواها نورها اللي بيهديها الطريق.

ومش بتخاف من رفض ولا خسارة،

لأنها ما بتقيس قيمتها بعين حد،

قيمتها جاية من مصدرها مش من نظرة الناس ليها.

 

وفي الآخر…

الأنوثة مش “شكل” تعيشيه،

هي “روح” ترجعي تكتشفيها.

مش مطلوب منك تبقي مثالية،

لكن تكوني حقيقية، متصالحة، طيبة مع نفسك.

ساعتها بس، هيبان على وشك السلام، وعلى صوتك اللطف،

وهيعرف اللي حواليكي إنك مش مجرد ست…

إنتِ “أنوثة وعي”.. النعومة والعقل في نفس الوقت 🌸

 

 

 

✍️ هويدا أحمد

مؤسسة مبادرة وعي

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى