فضيلة الشيخ أحمد الديب حامد حفني أبولمبط.. نموذج للعطاء الأزهري والخلق الرفيع

سوهاج – البلينا
في زمنٍ تتعدد فيه الوجوه وتختلف فيه المسارات، تبقى بعض الشخصيات علامة مضيئة في ميادين العلم والدين، ومن بين هؤلاء يبرز اسم فضيلة الشيخ أحمد الديب حامد حفني أبولمبط، أحد أبناء الأزهر الشريف الذين حملوا على عاتقهم رسالة التعليم والدعوة بصدق وإخلاص.
وُلد فضيلة الشيخ في 17 مارس 1964، ونشأ في بيتٍ أزهري عريق تربّى على القرآن والعلم، فهو نجل الشيخ العلامة الديب حامد، المربي والمحفظ والقارئ الذي كان له أثرٌ طيب في تربية جيلٍ كامل من حفظة كتاب الله. وينتمي الشيخ أحمد إلى أسرة علمٍ وخلق، فله شقيقان هما المهندس محمود الديب والشيخ الدكتور حامد الديب، وكلاهما سار على درب الجد والاجتهاد في ميادين عملهما.
حصل الشيخ أحمد الديب على ليسانس اللغة العربية من جامعة الأزهر بأسيوط، ليبدأ بعد تخرجه مسيرة مهنية مشرّفة في التعليم الأزهري، حيث بدأ حياته بتدريس اللغة العربية والمواد الشرعية في معهد التوادر الأزهري، ثم تولى منصب وكيل المعهد لأكثر من خمسة عشر عامًا، ليواصل بعد ذلك مسيرته التربوية عميدًا لمعهد الباسكية الابتدائي الأزهري لأكثر من ثلاثة عشر عامًا، قبل أن يُعيَّن موجهًا للمواد الشرعية بإدارة البلينا الأزهرية.
لم يقتصر عطاؤه على التعليم، بل امتد إلى منابر الدعوة، إذ يشغل منصب خطيب مسجد قصر حميد منذ أكثر من ثلاثين عامًا، حيث يقدّم الخطب والدروس التي تجمع بين الفقه والحكمة، ويهتم بتربية النفوس على الأخلاق القرآنية. كما واصل مسيرة والده في تحفيظ القرآن الكريم وتعليم التجويد من خلال مكتب التحفيظ بمنزله بقصر حميد، ليبقى البيت منارةً للقرآن وعلومه.
ولجهوده في الدعوة ونشر الفكر الوسطي، حلّ ضيفًا على وزارة الأوقاف الكويتية في عددٍ من الندوات والدروس وخطب الجمعة، ممثلًا الأزهر الشريف في أبهى صوره.
يُعرف الشيخ أحمد بخلقه الرفيع وتواضعه الجم، وبعطائه الواسع في خدمة الدعوة والإصلاح بين الناس، حيث يُسهم في حل النزاعات والمصالحات الاجتماعية بروح الأب الحاني والحكيم الناصح.
لقد جمع الشيخ أحمد الديب بين العلم والعمل، بين الخطابة والتعليم، وبين الدعوة والإصلاح، ليغدو بحق أحد الوجوه الأزهرية المشرفة في محافظة سوهاج.
بارك الله في شيخنا الفاضل، وجزاه خير الجزاء على ما قدّم من علمٍ وخيرٍ وبذلٍ في خدمة كتاب الله ورسالة الأزهر الشريف.