ماجد مدحت.. أيقونة الكلمة الصادقة وصوت الإنسان في زمن الضجيج

في كل سطر يكتبه، تشعر وكأنك أمام مرآةٍ تعكس ملامحك الداخلية. إنه ماجد مدحت، كاتب وشاعر مصري من مواليد القاهرة، يبلغ من العمر 38 عامًا، جمع بين العلم والحس الإنساني، وحوّل الكلمة إلى وسيلة صادقة لفهم النفس وتغيير الإنسان من الداخل.
يحمل ماجد في جعبته ليسانس لغة عربية وتمهيدي ماجستير في ذات المجال، ويعمل في مجال التدريس منذ أكثر من 12 عامًا، مؤمنًا أن التعليم والأدب طريقان متوازيان يصبّان في نهر التغيير الحقيقي.
في أعماله القصصية والشعرية، لا يكتب لمجرد الحكي، بل يغوص في الأعماق، وينسج من اللغة جسرًا يصل إلى قلب القارئ مباشرة. يرى في الحكاية وسيلة لفهم الذات، وفي الشخصيات التي يخلقها امتدادًا لذاته، حتى إنه اختار لمجموعته القصصية المرتقبة عنوانًا صريحًا: “كلهم أنا”.
هذه المجموعة الجديدة، التي تصدر قريبًا عن دار الكرم للنشر والتوزيع، ستكون إحدى إصدارات معرض القاهرة الدولي للكتاب المقبل. ومن المتوقع أن تلفت الأنظار بطابعها النفسي الإنساني، وسردها الذي لا يخلو من التشويق والصدق الفني.
ولعل المتابع لمسيرة ماجد الإبداعية يتذكر ديوانه الشعري الأول “ملكوت”، الذي حمل بصمة شاعر يرى في الشعر دعاءً داخليًا، وصوتًا خافتًا يخرج من الروح ليصافح القلوب.
ماجد مدحت ليس مجرد كاتب عابر، بل مشروع أدبي متكامل، يتكئ على لغة قوية، ورؤية إنسانية عميقة. يكتب ليترك أثرًا، لا مجرد انطباع، ولعل أبرز ما يميّزه هو هذا المزج بين البساطة والعمق، وبين النفس والآخر، وبين التعليم والإبداع.
في زمن تزداد فيه الضوضاء، يختار ماجد الصدق. وفي عالم يميل إلى السطحية، يحفر في العمق، ليؤكد أن الكلمة، حين تخرج من القلب، لا بد أن تصل.