هبة شعلان.. كل طفل مختلف هو طاقه مبدعه تحتاج أن تفهم لا أن تدان

الدقهلية – 2025
في زمنٍ تتزايد فيه الاضطرابات النفسية وتتعقد فيه ضغوط الحياة اليومية، تبرز الأخصائية هبة أحمد عبدالهادي شعلان كأحد الأصوات العلمية والإنسانية التي تسعى إلى نشر ثقافة الوعي النفسي في المجتمع المصري.
ولدت هبة بمدينة شربين بمحافظة الدقهلية عام 1998، وسارت بخطى ثابتة نحو تحقيق رسالتها في خدمة الإنسان من خلال علم النفس والتربية الخاصة.
المسيرة العلمية
بدأت رحلتها الأكاديمية بالحصول على ليسانس علم نفس من كلية الدراسات الإنسانية بجامعة الأزهر، ثم واصلت التخصص في المجال ذاته لتحصل على دبلوم تعديل سلوك من كلية الآداب بجامعة المنصورة، تلاها دبلومة المقاييس النفسية، وصولًا إلى درجة الماجستير في التربية الخاصة من جامعة المنصورة، حيث تناولت في بحثها موضوع “القلق وصعوبات التعلم لدى تلاميذ المرحلة الابتدائية”.
هذا التدرج العلمي لم يكن مجرد تحصيل أكاديمي، بل انعكس في قدرتها على الدمج بين الجانب النظري والتطبيقي في الميدان النفسي والتربوي.
الخبرات والإنجازات العملية
تشغل هبة حاليًا منصب مديرة مركز ابن كنز للتخاطب وتعديل السلوك والاختبارات النفسية، وهو أحد المراكز المتميزة بمحافظة الدقهلية، الذي ساهم في تأهيل عشرات الأطفال ومساندة أسرهم في التعامل مع الاضطرابات السلوكية وصعوبات التعلم.
كما عملت كأخصائية فئات خاصة ومقاييس نفسية بعدة مراكز تأهيل وتربية خاصة لسنوات، إلى جانب عملها بمدرسة المشتركة الابتدائية ببساط كريم الدين.
تملك خبرة واسعة في المقاييس النفسية والإسقاطية بمختلف مراحل العمر، من أبرزها:
مقياس ستانفورد بينيه، مقياس وكسلر، مقياس جيليام 3، مقياس كارز 2، مقياس كونرز، مقياس الشخصية المتعدد الأوجه MMPI، مقياس إيزنك للشخصية، اختبارات روشاخ، التات، الكات، بندر جشطلت، وتداعي الكلمات.
رسالة إنسانية وعلمية
من خلال تجربتها الميدانية، تؤمن هبة أن كل طفل مختلف هو مشروع مبدع يحتاج إلى فهم واحتواء، وليس إلى تصنيف أو تهميش.
وقد قدمت عشرات المحاضرات وورش التوعية حول التربية الإيجابية، والصعوبات التي تواجه أولياء أمور الأطفال ذوي الهمم، والصحة النفسية، داخل الجامعات والمراكز والحضانات.
كما كانت ضيفة إعلامية في برنامج “المصري أفندي” على قناة القاهرة والناس، حيث ناقشت دور الصحة النفسية في تحسين جودة الحياة، وهو ظهور أكّد حضورها المهني وثقافتها العميقة في التعامل مع الجمهور.
النشاط التطوعي والثقافي
لم تتوقف إنجازات هبة عند الجانب الأكاديمي والعملي، بل امتدت إلى المجال الثقافي والاجتماعي، حيث تم اختيارها “سفيرة قراءة” في مبادرة أصبوحة 180، وهي مبادرة تهدف إلى نشر ثقافة القراءة والتطوير الذاتي بين الشباب.
كما نظّمت كورسات تخاطب أونلاين بعدة جهات مختلفة، لتساعد الأخصائيين الجدد على تطوير مهاراتهم في التعامل مع الأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة.
التطوير الذاتي المستمر
تحرص هبة على تطوير نفسها باستمرار، فحصلت على العديد من الدورات المعتمدة في أخلاقيات الباحث العلمي، النشر الدولي، المشورة المهنية، استراتيجيات تحسين الذاكرة، إدارة وتنظيم الوقت، لغة الجسد، وفنون الإدارة.
تؤمن بأن العلم لا يقف عند شهادة، بل يستمر مع كل تجربة، وكل طفل يحتاج إلى فهم جديد.
ختام
هبة شعلان ليست مجرد أخصائية نفسية، بل نموذج للمرأة المصرية الواعية التي اختارت أن تجعل من علم النفس رسالة إنسانية تهدف إلى بناء التوازن بين العقل والقلب، وإعادة تعريف مفهوم السعادة من الداخل قبل الخارج.
—