Uncategorized

هزار فاضل الحصيني تكتب: “وفاء النيل”… أمسية من ألف ليلة وليلة في دار الكتب

 

 

لم يكن يوم أمس عابرًا، بل أشبه بلوحة نابضة بالحياة والألوان. أمسية استثنائية حملت عبق التاريخ وروح الفن، حين احتضنت قاعة الموسيقى بدار الكتب والوثائق القومية المصرية فعالية عيد وفاء النيل، ذلك اليوم الذي ظلّ المصريون عبر العصور يحتفون به وفاءً للنهر الخالد.

 

الدعوة الكريمة من الأستاذة رشا، مديرة قاعة الموسيقى، فتحت أبواب السحر أمام الحضور، لتأخذهم إلى رحلة من ألف ليلة وليلة، مزجت بين التاريخ والموسيقى، وبين الحكايات العتيقة والنغم الحاضر.

 

بين الجدران… ذاكرة موسيقية

 

منذ اللحظة الأولى، بدا المكان وكأنه معزوفة بصرية وصوتية متكاملة. في الطابق الثالث، حيث يمتد دهليز طويل تعلوه قبة مقوسة، تزين الجدران صور عمالقة الفن والموسيقى الذين تركوا بصمة لا تُنسى. هناك، تتجسد الذاكرة في صور مضيئة ومخطوطات موسيقية نادرة، وأجهزة تسجيل قديمة مثل الفونوغراف والجرامافون، التي بدت كأنها آلات زمنية تعيدك إلى حفلات الماضي البعيد.

 

أما الغرفة المطلة على النيل، فقد كانت تحفة أخرى؛ حيث تزينت رفوفها بالمجلدات والصور، فبدا المشهد وكأنه سُلّم موسيقي يعلو بالحاضرين إلى فضاء الإبداع، تحت أنظار رموز الفن والثقافة الذين بدوا وكأنهم حاضرون بروحهم بين الضيوف.

 

حضور يضيء الأمسية

 

اكتملت الأجواء بحضور نخبة من الشخصيات الثقافية والفنية، ممن نسجوا بخيوط ذهبية لوحة هذا الاحتفال. كان من بينهم:

 

الدكتور عبد الحميد يحيى، وكيل وزارة سابق وأستاذ بجامعة حلوان وأكاديمية ناصر العسكرية، الذي أمتع الحضور بغنائه وحديثه.

 

اللواء الدكتور محمد فخر، مدير عام مركز التنمية البشرية، بكلماته التي ربطت الحاضر بجذور التاريخ.

 

الدكتورة داليا عبد العال من المتحف الكبير، التي ألهمت الجميع بمعلوماتها التاريخية.

 

الشاعرة أميمة فراج، والشاعر عبد العليم إسماعيل، والشاعرة والملحنة سلوى هلال الذين أضافوا للقاعة نكهة شعرية أصيلة.

 

إضافةً إلى كوكبة من الباحثين والأكاديميين مثل: الدكتورة نجلاء السنا، الدكتورة مي أسامة، الدكتورة منى دسوقي، الدكتورة مها تقي الدين، الأستاذ حسام حسن، الدكتورة سحر عمر، الدكتورة ياسمين، والإذاعية عزة غنيم، إلى جانب حضور مميز من السودان مثل الطالبة عبير المتخصصة في اللغة الفارسية.

 

 

موسيقى النيل… وذاكرة لا تُنسى

 

الفعالية تحولت إلى احتفال موسيقي بامتياز، حيث تعالت الأصوات العذبة ممزوجة بروح النيل وعبق التاريخ. كل لحن كان بمثابة جسر بين الماضي والحاضر، وكل تصفيق كان تأكيدًا على أن هذا التراث باقٍ لا يزول.

 

وغادرتُ القاعة ببطء، محملةً بعبق الموسيقى وأصداء النهر، كأنني أحمل في داخلي ذاكرة مدينة كاملة، وصوت نهر خالد لا ينضب. لحظة تختصرها عبارة واحدة:

هناك أيام لا تمر في التقويم، بل تمر في الروح… وتبقى فيها إلى الأبد.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى