أخبار العالم

إذا غاب النور… رقص الظلام، للمفكر العربي وخبير الذكاء الاصطناعي أ.د. هيثم زينهم

المفكر العربي وخبير الذكاء الاصطناعي أ.د. هيثم زينهم

إذا غاب النور… رقص الظلام
المفكر العربي وخبير الذكاء الاصطناعي أ.د. هيثم زينهم
في زمنٍ باتت فيه الشاشات نافذة العقول، وصار الهاتف الصغير أكبر منبر لتشكيل وعي الملايين، لم يعد الغياب عن الساحة ضربًا من التواضع أو الاكتفاء بالصمت، بل صار فراغًا يلتهمه من لا يستحق الصدارة.
لقد هجرت المنصات عقولٌ كانت قادرة على الإلهام، فملأ الفراغ أصحاب العُري والفُحش، وتجار الضحكة الرخيصة، وصناع العربدة الفكرية والأخلاقية.
الشباب بطبيعته التوّاقة إلى القدوة يبحث دائمًا عمن يقتدي به، فإن لم يجد في الأعلى عالمًا أو طبيبًا أو أستاذًا أو مبدعًا، اعتلى مكان القدوة من يبيع الوهم والابتذال في ثوب الجاذبية.
أيليق بأمةٍ أن تُسلِّم منابرها إلى التافهين، بينما علماؤها وأطباؤها وأساتذتها خلف جدران الصمت؟
أيليق أن نرى أبناءنا وبناتنا يغتسلون في نهر مالح، بينما بين أيدينا ماء عذب لا نقدمه لهم؟
يا أصحاب العقول الراجحة والخبرة العميقة…
إنّ الحضور على السوشيال ميديا لم يعد خيارًا كماليًا، بل هو واجب العصر، ورسالة لا بد من أدائها.
تحدّثوا إلى الناس، شاركوا علمكم وتجاربكم، قدّموا قصص النجاح المليئة بالعرق والصبر، علِّموا الشباب أن المجد لا يُشترى بل يُصنع، وأن الشهرة الحقيقية لا تأتي من الرقص على حبال التفاهة، بل من الإبداع في ميادين الجد.
إنّ ترك الميدان فارغًا جريمة في حق الأجيال، وإنّ إحياء القدوة مسؤولية مشتركة، وإنّ مواجهة طوفان الابتذال لا تكون إلا بسفن الحق والعلم والأخلاق.
فلنملأ الفضاء بحضورنا، ولنطرد الظلام بنور رسالتنا، ولنعُد القدوة إلى الواجهة… فالتاريخ لا يذكر الصامتين، بل الذين تقدّموا ليغيّروا المسار.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى