بقلم: الأستاذ عمر عبدالعزيز الفرجاني دارس بكلية الاقتصاد والعلوم السياسية – جامعة القاهرة

ذكرى انتصار أكتوبر: ملحمة الشجاعة والإرادة

في مثل هذا اليوم، تعود بنا الذاكرة إلى واحدة من أعظم صفحات المجد في تاريخ أمتنا العربية، يوم السادس من أكتوبر، يوم الانتصار والكرامة، يوم سطّر فيه الجيش المصري ملحمة خالدة، أعادت للأمة هيبتها، وحققت لمصر عزتها.

فجر جديد للأمة

استيقظت الأمة العربية في صباح السادس من أكتوبر على صوت الإرادة المصرية، التي قررت أن تكتب التاريخ من جديد. تحرك الجنود الأبطال بثقة وعزيمة، يحملون على أكتافهم آمال وطن بأكمله، عاقدين العزم على استرداد الأرض والعرض. لم تكن الحرب مجرد معركة عسكرية، بل كانت معركة وجود وإصرار، جسّدت روح التضحية والفداء في أبهى صورها.

تخطيط وعبقرية عسكرية

جاء النصر تتويجًا لتخطيط استراتيجي محكم وعبقرية عسكرية فذة. استخدمت القوات المسلحة المصرية أساليب مبتكرة أربكت العدو وأفقدته توازنه. كان عبور قناة السويس أعظم إنجاز عسكري في القرن العشرين، ليبقى علامة مضيئة في سجل التاريخ الإنساني والعسكري على حد سواء.

بطولات لا تُنسى

لم يكن النصر حكرًا على الجنود في الميدان، بل شارك فيه كل مصري على أرض الوطن. شاركت الأسر بدعواتها وصبرها، ووقف الشعب خلف جيشه بكل ما يملك من طاقة وإيمان. جسّد الجميع أروع صور الوحدة الوطنية، ليصبح السادس من أكتوبر رمزًا للعزيمة والتلاحم.

دروس وعبر

تُعلّمنا حرب أكتوبر أن الإرادة أقوى من التحديات، وأن الإيمان بالقضية هو الطريق إلى النصر. إنها ذكرى تجسد معنى الوحدة والتضحية، وتؤكد أن الشعوب العظيمة لا تُهزم ما دامت متمسكة بأرضها وكرامتها.

احتفال متجدد بالإنجاز

وفي كل عام، حين نحتفل بذكرى هذا النصر العظيم، يجب أن نغرس في أبنائنا روح أكتوبر، وأن نُذكرهم بأن النصر لا يُمنح بل يُنتزع بالإصرار والعلم والعمل. فكما بنى أجدادنا مجد أكتوبر، علينا أن نبني مجد المستقبل بسواعدنا وعقولنا.

ختامًا

في ذكرى انتصار أكتوبر المجيد، نرفع القبعة تقديرًا لكل بطل حمل السلاح دفاعًا عن الوطن، ونُجدد عهد الولاء والوفاء لمصرنا الغالية، داعين الله أن يحفظها آمنة مزدهرة تحت قيادة فخامة الرئيس عبد الفتاح السيسي، وأن يديم عليها نعمة الأمن والاستقرار.

تحيا مصر… دائمًا وأبدًا.